كلمة في مسجد
نعمة الاستخلاف في الأرض
فنقول: إن هذه نعمة الله، نعمة عظيمة، ذكر الله تعالى بها عباده قال الله تعالى : رسم> وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا قرآن> رسم> صدق الله تعالى وعده؛ فإنه استخلف الصحابة في الأرض، استخلفهم أي: جعلهم خلفاً لغيرهم وجعلهم يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات ملك أو خليفة جاء بعده من يقوم مقامه، هذا معنى قوله: رسم> لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قرآن> رسم> .
وقع أن الصحابة -رضي الله عنهم- ومن في زمانهم من التابعين تمكنوا لما قصدوا وجه الله تعالى وفتحوا البلاد، فتحوا بلاد الشام اسم> و مصر اسم> و العراق اسم> و خراسان اسم> وما وراء النهر وفتحوا بلاد أفريقية اسم> واستمروا في الفتح إلى أن فتحوا بلاد الأندلس اسم> و المغرب اسم> وما حولها، وانتشر الإسلام في تلك البقع؛ بسبب أن الله تعالى استخلفهم. رسم> لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قرآن> رسم> ثم يقول: رسم> وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ قرآن> رسم> مكن الله تعالى لهم دينهم الذي ارتضاه لهم بمعنى: أن الله تعالى مكنهم من إظهار الإسلام ومن إظهار شعائره، ومن القضاء على الكفر ومن محو معالمه، محو الشرك ووسائله وكل المعبودات التي تعبد من دون الله وتعظم وتقدس، أزيلت آثارها، أزالها أولئك الصحابة وتلاميذهم، وصارت البلاد كلها- والحمد لله- بلاد توحيد وبلاد أمن وإيمان، هذا معنى كون الله تعالى مكن لهم في الأرض، كذلك قوله: رسم> وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا قرآن> رسم> فهذه ثلاث منن من الله بها علينا: الأولى: قوله: رسم> لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم قرآن> رسم> فقد استخلف من قبلنا في الأرض. الثانية: رسم> وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ قرآن> رسم> الثالثة: رسم> وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا قرآن> رسم> فصدق الله تعالى وعده.
مسألة>