إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
7663 مشاهدة
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)

مما يجب على المسلم أن يتعلمه في أمور دينه معرفة ما تتم به عبادته، وأشهر العبادات هذه الصلاة المكتوبة؛ الصلاة ما كانت معروفة قبل الإسلام عند أهل الجاهلية، ولكن جاء الإسلام بشرعيتها، وكانت معروفة عند كثير من الأنبياء عند الأنبياء كما قال الله عن موسى في قوله: أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً أمرهم بأن يستقبلوا بمنازلهم القبلة وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وأن يقيموا الصلاة.
وتكثر الآيات التي فيها الأمر بإقامة الصلاة، والمراد أقيموها؛ يعني: أي اجعلوها قائمة ظاهرة بارزة؛ ذكر العلماء أن للصلاة أركانا عدَّها بعضهم أربعة عشر ركنا، وبعضهم ثلاثة عشر، وبعضهم اثني عشر.
وركن الشيء هو جانبه الأقوى، أو ركن الشيء جزء ماهيته؛ فمثلا إذا قلنا: أركانه جوانبه، فإنا نقول مثلا: نحن في هذا المسجد فنقول: هذا الجدار ركن من أركان المسجد، وهذا الجدار ركن، وهذا الجدار، وهذا الجدار؛ هذه تعتبر أركانا، وكذلك هذه العمد، وهذا السقف؛ كلها تعتبر أركان؛ لأنه يتكون منها؛ يعني: يتجزأ منها.
كما نقول إن للإنسان أركان يتكون منها؛ فرأس الإنسان ركن، ورقبته ومنكبه أركان، ويداه وبطنه وظهره ورجلاه أركان له، يتكون منها؛ من مجموعها يكون إنسانا، فكذلك هذه الصلاة لها أركان، فقيامها جزء منها، وكذلك قراءتها، وركوعها، وسجودها، وقيامها، وقعودها، أركان وأجزاء تتكون منها؛ إذا اجتمعت كملت، وإذا نقصت نقصت ولم تكمل، ولم تقبل.
فمثلا إذا فقد منها ركن ما تسمى صلاة كاملة؛ كما أن هذا المسجد لو فقد منه هذا الركن أصبح هذا كله مفتوحا ما كان مسجدا كاملا؛ تدخله الوحوش، وتدخله الدواب، وتدخله الكلاب؛ لأنه ناقص، فكذلك الصلاة إذا فقدت؛ إذا فقد منها ركن نقصت ولم تكن كاملة، ولم تكن مقبولة.