الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
10245 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: مالك يوم الدين

إذا قال القارئ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الدين هو يوم القيامة، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ سمي بيوم الدين؛ لأنه الذي يجازى فيه العباد على أعمالهم، يوم الجزاء والحساب، وهو يوم القيامة، اليوم الآخر؛ فإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ اعترف بأن هناك يوم آخر وهو بعد هذه الحياة الدنيا، بعد انتهاء الدنيا يبعث الناس يوم القيامة ويدانون؛ يعني: يجازون بأعمالهم، كما في قول الله -تعالى- يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ثم قال: وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ فهذا يوم الدين، يوم الجزاء والحساب؛ الله -تعالى- هو المالك له وحده.
في ذلك اليوم يتخلى كل عن ملكه لا أحد يملك شيئا ولو حبة، ولو ذرة؛ كل يتخلى عما كان يملكه، يكون المُلك لله وحده؛ هذا الاعتراف بأن الله -تعالى- هو المالك، وأن الملك ملكه، وأنه المتصرف في خلقه، يحمل المسلم على أن يدين لله -تعالى- بالعبودية، وأن يعترف بفضله، وأن يعترف بعطائه وإنعامه عليه، وأن يعبده حق عبادته؛ إذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .
مع أن الله تعالى مالك الدنيا، ومالك الدين؛ فالملك الحقيقي لله -تعالى- قال -تعالى- تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ولكن في الدنيا من يتسمون بأنهم ملوك، وفي الآخرة كل يتخلى عن ملكه، فلا أحد يستبد بملك شيء، لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ .

line-bottom