إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
7699 مشاهدة
من أركان الصلاة: تكبيرة الإحرام

ثم نعرف أيضا أن من أركان الصلاة التحريمة تكبيرة الإحرام؛ افتتاح الصلاة بقول: الله أكبر؛ هذه التكبيرة ركن. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ولا يجزي غيرها مكانها؛ لو قال الله الأعظم، الله العظيم، الله الجليل، الله الكبير، ما كفى، ولو كان المعنى هو المعنى؛ لا بد أن يأتي بكلمة: الله أكبر.
ثم يغلط بعض العامة فيقلبون الحركة واوا؛ حركة الضمة يقلبها كثير واوا، ويسكنون الهاء، فيقولون: اللهْ واكبر هذا غلط؛ الله واكبر، عليه أن يحرك الهاء بالضمة اللهُ أكبر، ويحقق الهمزة؛ يحققها ويأتي بها ظاهرة.
والحكمة في هذه التكبيرة؛ استحضار كبرياء الله -تعالى-؛ فإنه إذا قال الله أكبر فمعناه: أن الله -تعالى- أكبر من كل شيء، أن الله أكبر من الخلق؛ أكبر من كل مخلوق، وإذا قالها استحضر كبرياء الله، واستحضر عظمته؛ وعند ذلك تصغر عنده نفسه، تصغر عنده الدنيا بأسرها، ولا يبقى في قلبه لأحد قدر، بل ينشغل قلبه باستحضار كبرياء الله -تعالى- فيحضر قلبه ولبه في الصلاة، وينشغل بالصلاة عن غيرها؛ ينشغل بها عن أمور الدنيا، وعن حديث النفس بالأشياء الدنيوية؛ بل يصد بقلبه عن غير الصلاة؛ لأنه استحضر أن الله -تعالى- هو الكبير المتعالي؛ لما قال: الله أكبر.
ثم كذلك يحقق الحركات، ولا يمد غير الممدود؛ فإذا مد همزة الله؛ إذا قال: آلله أكبر فإنه قد أبطلها؛ لأن هذا كأنه استفهام؛ كأنه يقول: هل الله أكبر أم غيره أكبر؟ وهذا يبطل، الواجب أن يقول: الله أكبر، إذا قال: آلله كما في قوله -تعالى- آللَّهُ خَيْرٌ أَمْ مَا يُشْرِكُونَ يعني: هل الله خير أم ما يشركون، فكذلك إذا قال: آلله يعني: هل الله أكبر، كذلك إذا مد همزة أكبر الله آكبر، أو مد الباء بقوله: الله أكبار؛ كل هذه مما يبطل التكبيرة؛ لا بد أنه يحققها، إماما أو مأموما.