إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
10598 مشاهدة print word pdf
line-top
تطويل القراءة في صلاة الفجر

قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة الفجر بنحو ستين آية إلى مائة آية؛ إذا نظرنا في سورة البقرة، وإذا هي مائتان وست وثمانون؛ فيمكن أنه يقرأ بها في ثلاثة أيام، كل ليلة يقرأ ثلثها، أي نحو تسعين آية، أو خمس وتسعين آية، وكذلك قد يقرأ سورة آل عمران في يومين، أو في ثلاثة أيام، وكذلك سورة النساء؛ فأين هذا من قراءة هاتين السورتين؛ آياتهما إحدى وستون آية، مع أن آيات السورة الثانية قصيرة.
وثبت أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بسورة قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ فلما وصل قصة موسى أو عيسى أخذته سعلة فركع وكملها في الركعة الثانية، وهي أربع ورقات؛ ثمان صفحات قرأها كلها في ركعتين من صلاة الفجر؛ كذلك كان أبو بكر -رضي الله عنه- يطيل فثبت أنه قرأ سورة البقرة كلها في صلاة الفجر وأنهم قالوا: كادت الشمس أن تطلع قال: لو طلعت لم تجدنا غافلين، وكذلك عمر -رضي الله عنه- كان يقرأ أحيانا بسورة يونس، أو بسورة يوسف في صلاة الفجر، أو بسورة النحل؛ يعني: أنه يطيل القراءة؛ وذلك لأن الصحابة كانوا يتلذذون بالقراءة، ويتلذذون بسماعها، ولا يملون منها، ولو طالت عليهم؛ فلنا فيهم أسوة حسنة، لنا فيهم قدوة أن نقتدي بهم، وأن نتبع ما جاءنا عنهم؛ حتى نكون من أتباعهم، فهذا هو أهم ما في الصلاة.

line-bottom