القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
10597 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: اهدنا الصراط المستقيم

بقية الفاتحة دعاء؛ إذا دعا بقوله: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ويحقق هذه الكلمة اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ بعض العوام قد يفتح الهمزة من أهدنا فيقول: أهدنا، أهدنا هذا لا يجزي؛ وذلك لأنه إذا قال أهدنا فمعناه أعطنا هدية؛ وهذا يغير المعنى، اهدنا يعني: دلنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الصراط المستقيم، الاهتداء معناه بيان الحق يعني: بين لنا الحق، وأعنا، ووفقنا حتى نسير عليه، ونتمسك به.
والصراط هو في الأصل الطريق الواسع الذي يسير معه الناس، ولكن الصراط هاهنا طريق معنوي؛ يعني أن الناس يسيرون عليه بأعمالهم؛ وُصف بأنه صراط يعني: طريق واضح يسير الناس معه، فمن سار على هذا الطريق المستقيم نجا، ومن أخطأه ضل.
ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- له مثلا فخط خطا طويلا مستطيلا، ثم خط عن يمينه خطوطا، وعن شماله خطوطا صغيرة، يعني: من هنا مثلا عشرة خطوط، ومن هنا عشرة خطوط، فقال لهذا الذي هو مستطيل: هذا صراط الله؛ الطريق الذي يوصل إلى الجنة، وهذه الطرق الملتوية هذه سبل الشيطان، الطرق التي يدعو إليها الشيطان؛ يعني هذا شيطان يدعو إلى التهود، وهذا يدعو إلى النصرانية، وهذا يدعو إلى الوثنية، وهذا يدعو إلى الشيوعية، وهذا مثلا يدعو إلى عقيدة الجهمية، وهذا يدعو إلى بدعة المعتزلة، وهذا يدعو إلى الجبر، وهذا يدعو إلى الإرجاء، وهذا يدعو إلى الرفض، وهذا يدعو إلى التصوف.
وهذا يعني: طرق ملتوية من هنا، ومن هنا؛ من سلك واحدا منها هلك، وإذا سار على الصراط المستقيم نجا، فإنه صراط مستقيم ليس فيه اعوجاج، وليس فيه ميلان، فالطريق كلما كان صادقا ليس فيه انحراف ولا ميل؛ ففي هذه الحال يصل سريعا، وأما إذا صار فيه اعوجاجات فإنه يطول السير فيه؛ فالله وصف هذا الصراط بأنه مستقيم؛ أي: مستمر يوصل إلى الجنة.

line-bottom