جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
كلمة مجلس مستودع الأوقاف
4762 مشاهدة print word pdf
line-top
كلمة مجلس مستودع الأوقاف

على إخوانهم ذوي الجدة والإيثار، ولهذا جاء في الحديث مشروعية الزكاة: تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم وهذا دليل على أن هناك فقراء، ابتلى الله الأغنياء بالفقراء، والفرق بينهم أن الغني هو الذي عنده مال زائد عن حاجته تجب فيه الزكاة؛ إذا بلغ نصابا أو أكثر صدق عليه أنه غني، والفقير هو الذي لا يجد غنى يغنيه، دخْله لم يكفه لحاجاته، أو ليس له دخل، أو عليه نقص في متطلبات حياته.
جعل الله للفقراء حقا في أموال الأغنياء فقال تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ السائل هو الذي يطلب من الناس، يمشي عليهم ويطلب منهم، والمحروم هو المتعفف الفقير الصابر الذي لا يطلب من أحد شيئا، ولا يُفطن له وهو أحق بالصدقة؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين هو الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس .
فنقول: إن عمل هذا المشروع الخيري في سد حاجة هؤلاء المستضعفين عمل صالح يشكرون عليه، فيرجى أن الله تعالى يثيبهم، وكذلك كل من ساعدهم.

line-bottom