إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
كلمة مجلس مستودع الأوقاف
2885 مشاهدة
واجب المجتمع سد خلة الفقير

وهكذا أيضا متى رأينا أحدا من الفقراء عنده شيء من المعاصي؛ فعلينا أن نبلغ الإخوة في هذا المشروع به حتى يحرموهم إلى أن يتوب، فإذا رأوه يتتبع عورات المسلمين ويتنقصهم، أو رأوه يتتبع نساء المسلمين ويعاكس ويغمز النساء، ويتعاطى شيئا من مقدمات الفواحش وما أشبهها، أو رأوه يبيح لنسائه أن يدخلن الأسواق متكشفات، أو يبيح لهن سماع الغناء وما أشبه ذلك فإن هذه من الدوافع إلى المنكرات ونحوها، ويجب علينا أن نسد حاجتهم حتى لا يقعوا في المحرمات.
فإنا كثيرا ما نسمع أن الفقراء في كثير من البلاد في داخل المملكة أو خارجها أنهم يأمرون نساءهم أن يفعلن، يرسلون نساءهم لتكتسب بالزنا، فيقولون: اذهبي فابذلي نفسك وائتينا بما نقتات به. يدعون أن هذا من الضرورات! وكثيرا أيضا من النساء تحملها الحاجة وشدة الفاقة والجوع على أن تبذل نفسها لمن يفجر بها مقابل أن يعطيها ما تقتات به، وتتعذر بأنها في ضرورة، ولم تجد إلا بذل نفسها -والعياذ بالله-.
فمثل هؤلاء يجب أن نتفقدهم وأن نسد خلتهم حتى لا يقعوا في هذه المحرمات، وحتى نكون ممن أنقذهم وخلصهم من الفواحش ومقدماتها؛ فنكون بذلك قد حزنا أجرا في إنقاذهم من الشر وإيصالهم إلى الخير، وإيصال الخير إليهم وكفهم من المحرمات ومقدماتها.
هذا ما يعمله إخواننا في هذا المشروع، نشكرهم على ذلك، وندعو الله تعالى أن يسدد خطاهم، وأن يكلل جهودهم ويثيب صبرهم، ويضاعف أجرهم، ويجزيهم أحسن الجزاء، ويجزي كل من ساهم في هذا المشروع بجهد أو بمال، ويخلف على المنفقين ما أنفقوه، ويضاعف للجميع أجرهم، وأن يغني الآخرين من واسع فضله، وأن يغنينا جميعا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.