إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
لقاء مفتوح مع الشيخ
7353 مشاهدة print word pdf
line-top
لقاء مفتوح مع الشيخ

يسرني ويسر الإخوة القائمين على هذه الدورة ما رأينا، وما نرى من هذا الإقبال، ومن هذا الاجتهاد، ومن هذه الرغبة، ومن هذا الجمع الكريم؛ الذي نتحقق -إن شاء الله- أنه ما حملهم على ذلك رياء ولا سمعة ولا تمدح، ولا تحدث في المجالس؛ وإنما حملهم على ذلك طلب العلم الصحيح، وحملهم على ذلك الاستفادة من أوقاتهم، وحملهم على ذلك النية الصالحة؛ النية الصادقة التي دفعتهم إلى هذا الاجتماع وهذا التعلم، قطعوا مسافات طويلة، قطعوا أماكن فارقوا فيها أهليهم وبلادهم وإخوانهم وأموالهم؛ طلبا للعلم الذي هو ميراث الأنبياء.

line-bottom