إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
7437 مشاهدة
تفسير قوله: الرحمن الرحيم

وفي هذه السورة الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الاعتراف بأن الله -تعالى- هو الرحمن الرحيم، والرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله رقيقان؛ أحدهما أرق من الآخر، الرحمن: رحمة عامة لجميع الخلق، والرحيم: رحمة خاصة بالمؤمنين، إذا قال القارئ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ استحضر أن الله هو الرحمن؛ فيتعلق قلبه برحمة ربه، ورجاه، وآمن به، ووثق به، وسأله أن يرحمه، وأن يعمه بهذه الرحمة مع جملة من يرحمهم؛ لقوله: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ والله -تعالى- من صفاته أنه يرحم، ورحمة الله صفة من صفاته تليق به، وليست كرحمة المخلوق؛ بل هي كما أخبر الله بأنه يرحم عباده؛ ورحمة المخلوق رقة في قلبه. الخالق -تعالى- راحم يرحم كما يشاء.