اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
11981 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: صراط الذين أنعمت عليهم

ثم ذكر أهله الذين يسيرون معه، وأشار أيضا إلى أهل الانحراف، فقال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: طريق المنعَم عليهم، الذي يسيرون عليه أهل النعمة؛ الذين أنعم عليهم، أنعم الله عليهم بالهداية، أنعم عليهم بالتوفيق، أنعم عليهم بالإعانة؛ أعانهم على عبادته، أعانهم على ذكره، وشكره، أعانهم على القيام بحقوقه؛ أنعم الله عليهم، أعانهم بالمشي على هذا الصراط، والاستمرار عليه، وعدم تركه، وعدم الانحراف والميل عنه؛ فهؤلاء هم أهل النعمة الذين أنعم عليهم.
فأنت تسأل ربك أن يجعلك معهم، كأنك تقول: يا رب أنعم علي، واجعلني من أهل المنعم عليهم، الذين أنعمت عليهم، وتفضلت عليهم، واسْلُك بي سبيلهم، ودلني على طريقهم؛ حتى أحشر معهم؛ فإني أحبهم، ومن أحب قوما حشر معهم؛ كذلك ذكر هؤلاء في سورة النساء في قول الله -تعالى- ....
يكونون قد شهدوا لله بشهادة الحق بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، ثم قتلوا شهداء؛ فيكونون من الذين يشهدون على الخلق يوم القيامة. قال الله –تعالى- لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ثم الصالحون الذين أصلحوا أعمالهم؛ أصلحوا أعمالهم، استقاموا فيها، وأنعم الله عليهم بالصلاح، صلاح نياتهم؛ لا ينوون بعبادة إلا رضا الله، وصلاح أقوالهم؛ لا يقولون إلا القول الصالح، وصلاح أعمالهم، صلاحهم في نفقاتهم، صلاحهم في صلاتهم، وفي صيامهم، وفي عباداتهم، وفي أذكارهم، وقراءاتهم، وأدعيتهم، وأورادهم، صالحون؛ فهؤلاء كلهم من الذين أنعم الله عليهم، الذين تقول: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: دلنا على صراط هؤلاء الذين أنعمت عليهم.

line-bottom