تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
10248 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: صراط الذين أنعمت عليهم

ثم ذكر أهله الذين يسيرون معه، وأشار أيضا إلى أهل الانحراف، فقال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: طريق المنعَم عليهم، الذي يسيرون عليه أهل النعمة؛ الذين أنعم عليهم، أنعم الله عليهم بالهداية، أنعم عليهم بالتوفيق، أنعم عليهم بالإعانة؛ أعانهم على عبادته، أعانهم على ذكره، وشكره، أعانهم على القيام بحقوقه؛ أنعم الله عليهم، أعانهم بالمشي على هذا الصراط، والاستمرار عليه، وعدم تركه، وعدم الانحراف والميل عنه؛ فهؤلاء هم أهل النعمة الذين أنعم عليهم.
فأنت تسأل ربك أن يجعلك معهم، كأنك تقول: يا رب أنعم علي، واجعلني من أهل المنعم عليهم، الذين أنعمت عليهم، وتفضلت عليهم، واسْلُك بي سبيلهم، ودلني على طريقهم؛ حتى أحشر معهم؛ فإني أحبهم، ومن أحب قوما حشر معهم؛ كذلك ذكر هؤلاء في سورة النساء في قول الله -تعالى- ....
يكونون قد شهدوا لله بشهادة الحق بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، ثم قتلوا شهداء؛ فيكونون من الذين يشهدون على الخلق يوم القيامة. قال الله –تعالى- لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ثم الصالحون الذين أصلحوا أعمالهم؛ أصلحوا أعمالهم، استقاموا فيها، وأنعم الله عليهم بالصلاح، صلاح نياتهم؛ لا ينوون بعبادة إلا رضا الله، وصلاح أقوالهم؛ لا يقولون إلا القول الصالح، وصلاح أعمالهم، صلاحهم في نفقاتهم، صلاحهم في صلاتهم، وفي صيامهم، وفي عباداتهم، وفي أذكارهم، وقراءاتهم، وأدعيتهم، وأورادهم، صالحون؛ فهؤلاء كلهم من الذين أنعم الله عليهم، الذين تقول: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: دلنا على صراط هؤلاء الذين أنعمت عليهم.

line-bottom