لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
11561 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: الحمد لله رب العالمين

وسميت سورة الحمد؛ لأنها مبدوءة بالحمد؛ يعني: أولها: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الحمد هو: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم؛ بسبب كونه منعما على الحامد وغيره، ويعرفه بعض العلماء بأن الحمد: ذكر محاسن المحمود مع حبه، وتعظيمه وإجلاله، فمعناه أن الإنسان إذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فكأنه يقول: أحمد الله وأذكر إنعامه، وأعترف بفضله، حيث أنه أنعم علينا، وتفضل، وأعطانا، وخولنا، فهو المنعم المتفضل على العباد؛ أحمده وحده، فهكذا جاء هذا اللفظ الحمد لله في أول هذه السورة، وكذلك في أول سورة الأنعام، وفي أول سورة الكهف، وأول سورة سبأ، وأول سورة فاطر، يفتتحها الله -تعالى- بالحمد؛ ليعترف العباد بأنه هو المستحق للحمد.
وفي هذه السورة خمسة أسماء من أسماء الله -تعالى- الله، الرب، الرحمن، الرحيم، المالك؛ فيستحضر القارئ هذه الأسماء، فيستحضر أن الرب هو المربي، فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله، الذي رباني، وربى جميع العالمين بنعمته؛ أي الذي ربى عباده تربية كاملة، حيث أنعم عليهم حتى نشئوا؛ فهم دائما في نعمته، ربى عباده بنعمه؛ كافرهم، ومؤمنهم، كلهم تربوا على نعمه، وعلى فضله، هذه تربيته لعباده، ربي الله الذي رباني، وربى جميع العالمين بنعمه.
كذلك أنه سبحانه رب العالَمين.
العالَمون هم جميع الخلق؛ لأنهم علم وعلامة، على قدرة من أوجدهم، وخلقهم؛ فهو الخالق لهم، وهم العالَمون، يتفطن لهذه الكلمة؛ فتُُقرأ رَبِّ الْعَالَمِينَ بفتح اللام الذي يقرؤها رب العالِمين، تبطل قراءته؛ لأن الله تعالى رب الخلق كلهم؛ إذا قال: رب العالِمين، فإنها تختص بأهل العلم، ولا يكون ربا لبقية العالم؛ العالم هم الخلق كلهم، حيوانهم، وجمادهم، متحركهم، وساكنهم، كلهم عالم؛ يعني أنهم علم على قدرة من أنشأهم، وخلقهم؛ فأنت تقول: رب العالمين يعني: رب الخلق كلهم.

line-bottom