اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
لقاء مع تحفيظ القرآن بالخرمة
2782 مشاهدة print word pdf
line-top
لقاء مع تحفيظ القرآن بالخرمة

أن ينفع بها؛ وهي زيارة فضيلة الشيخ عبد الله لهذه الجمعية الفتية، وهؤلاء الإخوة الذين تراهم أمامك، والمنسوب في الجمعية: من معلمين ومشرفين وإداريين وكلهم يد واحدة نحو تحقيق هذا المقصد؛ لتعليم كتاب الله -عز وجل- ويرغبون من فضيلتكم كلمة ونصيحة، ولديهم بعض الأسئلة عقب ذلك إن رأيتم في الإجابة عليها، نسأل الله -عز وجل- لكم المثوبة والأجر.
حياكم الله وأهلا وسهلا، لا شك أن عملكم هذا من أشرف الأعمال؛ لأنكم تشتغلون بحفظ القرآن وبتعليمه؛ حيث إن كثيرا من الشباب انصرفوا عن القرآن بعدة أسباب:
السبب الأول: انشغالهم كما يقولون بالدروس النظامية، ويدعي أولياؤهم أن الاشتغال بالقرآن يضعف علمهم بالدروس التي يدرسونها في المدارس، وهذا غير صحيح؛ بل المشاهد أن الذين يواظبون على الدراسة في مدارس تحفيظ القرآن يوفقهم الله، ويكونون من أبرز الطلاب ومن أحفظهم؛ فنقول: إن هذا العذر عذر ضعيف، كون الطالب يقول: لا أدرس في التحفيظ حتى لا يعوقني عن الدراسة.
السبب الثاني: كثرة الملاهي التي تشغل عن الإقبال على القرآن والاهتمام به، ويعتبرها بعض الناس تسلية لأولادهم، وشغلا لأوقاتهم فهو يقول: إن أولادي بحاجة إلى الترفيه وإلى التسلية، وإلى الرفاهية والترفيه البريء؛ فيجلبون لهم آلات الملاهي، ويملئون البيوت بالأجهزة التي تشغلهم نهارهم وليلهم، يعكفون على النظر في تلك الصور، وفي تلك الأفلام، وفي سماع ذلك اللهو والباطل والغناء والطرب، فمتى يتفرغون لحفظ القرآن أو للنظر فيه؟! فهذا سبب صد كثيرا من شباب المسلمين عن الإقبال على القرآن.
سبب ثالث: وهو شغفهم بما يسمى الرياضة، وتتبع أخبار الرياضيين، والاهتمام بمتابعة أخبارهم؛ فتجده يلعب دائما، أو يشاهد اللاعبين، أو ينظر إليهم من وراء الشاشات، أو يجلس ينتظر المباريات، ساعتين أو ثلاث ساعات؛ فيضيع عليه وقته بهذه المشاهدة، وكذلك أيضا ينشغل وقته كله أو جله بالحديث عنها، فتجدهم دائما يسألون ويتابعون الأخبار، هذا مما يصدهم عن الاهتمام بالقرآن.
وسبب رابع: وهو قلة الحوافز والدوافع لحفظ القرآن، أو للاهتمام به؛ فلا يجدون تشجيعا من أولياء الأمور، ولا يجدون حثا من المدرسين الذين يدرسونه في الأصول الدراسية، ولا يستمعون إلى نصائح ولا إلى مواعظ؛ فيكونون قد انصرفوا عن القرآن وعن الاهتمام به.
تعلمون أن ذلك من الهجران الذي ذم الله أهله، قال الله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَب إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا فمن هجرانه: عدم تلاوته بحيث إن كثيرا من الطلاب يقرأ المرحلة الابتدائية والمراحل بعدها، ربما يتم عمره خمسة عشر، وهو ما قرأ القرآن ولو مرة واحدة، لا حفظا ولا نظرا، فكيف يكون هذا من أهل القرآن؟! وكيف يهتم بالقرآن؟! لا شك أن هذا يعتبر هجران. اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ؛ فالإعراض عن قراءته عمل سيئ، وفيه وعيد؛ لقول الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا فيدخل في الذكر الإعراض عن القرآن؛ لأن الله سماه الذكر قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ؛ فيخاف على الذين يهجرونه أن يكونوا من هذا الوعيد.

line-bottom