(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
لقاء مفتوح بالمخيم التوعوي للشباب
2459 مشاهدة
لقاء مفتوح بالمخيم التوعوي للشباب

نستغفره, ونسأله المزيد من فضله، نحمده على أن هدانا للإسلام وهدانا للإيمان، نحمده أن أقبل بقلوبنا إلى طاعته، ووفقنا لامتثال ما أمر به وترك ما نهى عنه. أحمد الله على أن رأيت هذا الجمع الكثير, رأيت هذا الجمع الكبير الذي اجتمعوا للتعلم والاستفادة، اجتمعوا لقضاء أوقاتهم في الشيء الذي يفيدهم، والذي ينفعهم، والذي يكون نورا لهم يستضيئون به بقية حياتهم.
لا شك أنها نعمة عظيمة، وإننا لنفرح أشد الفرح إذا رأينا مثل هذا الإقبال، ومثل هذا التقبل، ومثل هذا الاجتماع الذي اجتمع فيه شباب, وكهول, وإخوان, ورجال, ونساء -اجتمعوا لأجل أن يتزودوا خيرا، ولأجل أن يستفيدوا، ولأجل أن يتحملوا علما وأن يبلغوه وأن يعملوا به؛ إنها لنعمة كبيرة.
فبدل ما يكون الاجتماع على لهو وسهو، وعلى لعب وطرب، وعلى خمر وزمر، وعلى غناء وكلام باطل، وعلى دفوف وطبول، وعلى أفلام وصور فاتنة؛ لا شك أن تلك الاجتماعات اجتماعات سيئة.
الحمد لله الذي وفق القائمين على هذا المخيم لهذه الفكرة الطيبة التي هي إنشاء هذا المخيم، وجعله مخيما إسلاميا يجتمع فيه شباب المسلمين وإخوانهم وأولاد المسلمين -يجتمعون فيه على سماع النصائح, والعظات, وما أشبهها؛ سيما في أوقات الفراغ في هذه الأيام التي هي إجازة عامة للطلاب في المراحل كلها، وكذلك أيضا للجامعات, وللمدرسين وللمعلمين ونحوهم -عندهم هذه الإجازة، وعندهم هذا الوقت الذي هو وقت فراغ.