إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
محاضرة القاعة
4886 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة القاعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد أهنئكم أيها الإخوة بما من الله تعالى عليكم به من النعم والتي يؤمل شكرها وذكرها والتحدث بها عملا بقول الله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ فإن نعم الله تعالى لا تحصى وأياديه لا تستقصى، فقد من علينا جميعا بالهداية للإسلام وهو أكبر المنن وأكبر النعم، وكذلك وفقنا وهدانا أيضا للاعتقاد السليم العقيدة الصحيحة، التي عليها أهل السنة وأهل الحديث.
وكذلك والحمد لله جعلنا من أهل التوحيد والإخلاص لله تعالى إخلاص الدين لله سبحانه وتعالى وكذلك وفقنا للطاعة أي جعلنا من أهل الطاعة الذين يطيعون الله تعالى ويطيعون رسوله، ويلتزمون بما أمرهم الله تعالى به ويبتعدون عن المحرمات، زيادة على النعم العامة كنعمة الأمن والاطمئنان والحياة السعيدة ونعمة الشبع والري والكسوة والأمور الدنيوية، وإن كان يشترك فيها الكثير من المؤمنين وغيرهم وإذا كانت نعم الله تعالى كثيرة فإن من واجبنا أن نشكر الله تعالى عليها حتى تستقر هذه النعم وحتى لا تفر وتذهب فإن النعم إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت، بل وعد الله الشاكرين بالزيادة كما في قول الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ وهذا توعد من الله -سبحانه وتعالى- لمن كفر نعمة الله أن يُعذب عذابا شديدا عاجلا أو عذابا آجلا، أما إذا تحدث العباد بفضل ربهم عليهم وقاموا بأداء حقوقه وعبدوه حق عبادته فإنه سبحانه لا يخيب من سأله بل إنه سبحانه يوفق عبده الذي شكره والذي سأله وطلب منه حاجته أن يعطيه سؤله، فليس مجرد التسمي بالإسلام يكفي في أن العبد يحكم له بأنه من المسلمين حقا فإن الإسلام أعمال وعقائد وكذلك الإيمان والإحسان لكل منها أركان لا بد من الإتيان بها فمن أخل بها أخل بدينه ولم يصدق في أنه من أهل الإسلام حقا.
تعرفون أن الله تعالى اختار لنا دين الإسلام بقوله تعالى: وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا وبقوله: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وتعرفون أن الإسلام حقيقة هو الإذعان لله سبحانه والإنابة إليه، أن يكون العبد مذعنا متذللا خاضعا خاشعا لربه -سبحانه وتعالى- منيبا إليه تائبا إليه في كل حالاته، وأن من مظاهر أو من علامات تحقق العبد بالإيمان أن يجد للطاعات لذة، فإذا وجد لها لذة وسلوة في قلبه؛ دله ذلك على أنه من أهل التحقق بهذا الدين.

line-bottom