الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
محاضرة القاعة
4756 مشاهدة print word pdf
line-top
تحقيق الإيمان بالله

وأوصيكم أيضا بوصايا وهي متفرعة عن التقوى، فإن حقيقة التقوى تلتئم جميع فعل الطاعات وترك جميع المحرمات، ولكن من باب التذكير بها؛ فأوصيكم بالمحافظة على أركان الإسلام، التي هي خمسة الأركان: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، فإنها مظهر الإسلام، العلامة الظاهرة للمسلم، والمفرقة بين المسلم والكافر.
فمن أتى بهذه الأركان؛ حكم ظاهرا بأنه من أهل الدين، ومن أخل بشيء منها؛ أخل بدينه، فالشهادتان مطلوب من العبد أن يأتي بهما لفظا ومعنى، يعني: مطلوب منك أن تتلفظ بقولك: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
والشهادة معناها: الاعتقاد اليقيني، يعني: أعتقد، وأتحقق، وأستيقن بأن لا إله إلا الله، وإذا قلت ذلك؛ فإن من واجبك أن تعبد الله، وأن تتخذه إلها، ومعبودا وحده، لا معبود غيره، لا تعبد غيره، لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا ببدنك ولا بمالك؛ بل يكون الله تعالى هو الإله الحق الذي تألهه بقلبك.
يقول العلماء: إن الإله هو الذي تألهه القلوب محبة، وخوفا، ورجاء، وتوكلا واعتمادا عليه وإنابة إليه، وتذللا وتواضعا بين يديه؛ فهو الإله إلهنا هو الله أي معبودنا لا معبود لنا بحق سواه، لا نعبد إلا إياه، ولا نتقرب إلا إليه؛ فهو إلهنا وربنا وذلك لأنه الذي خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، بل أرسل إلينا رسولا وأنزل إلينا كتابا وأمرنا بأن نتبع كتابه، وأن نقتدي بسنة نبيه؛ حتى نكون حقا من الذين عبدوه حق عبادته.
والإله هو المعبود، والرب هو المعبود وهو الذي يجب أن نذكره حق ذكره، وأن نشكره حق شكره، وأن نثني عليه -سبحانه وتعالى- وأن نعترف بفضله، وأن نعترف بنعمه، وألا ننسب النعم إلى أية مخلوق من المخلوقات لا صغيرا ولا كبيرا، بل النعم كلها من الله -سبحانه وتعالى- فهو الذي يسرها، ولو كان هناك من تسبب فيها؛ فإن مسببها في الحقيقة هو الله -سبحانه وتعالى- وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ .

line-bottom