شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
درس الفجر
5177 مشاهدة
درس الفجر

.. الشرط الثاني: العقل وذلك لأن الله –تعالى- إنما كلف المسلم العاقل، كلفه وفرض عليه فإذا فقد هذا العقل نقصت معنوية الإنسان، فالله –تعالى- أنعم على الإنسان على نوع الإنسان حيث أعطاه العقل الذي يميز به بين ما ينفعه وما يضره، والذي يعرف به مصالحه، والذي يفهم به الأوامر فيمتثل، ويفهم الزواجر فيبتعد، فهذا هو الذي يكون مكلفا، وإذا فقد هذا العقل ولو كان ابن خمسين أو سبعين سنة سقطت عنه التكاليف، فلا يكلف بشيء لا يفهمه ولا يعرفه، وإذا تم العقل فإن عليه أن يصرف هذا العقل فيما ينفعه، وإذا صرف عقله وفكره في الشيء الذي لا ينفعه صار عقله وبالا عليه؛ ولأجل ذلك ذكر الله أن الكفار ما نفعتهم عقولهم.
أوتوا عقولا ولم تنفعهم، أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء، أوتوا سمعا وأبصارا وأفئدة، فما نفعتهم؛ ولذلك جعلهم الله في النار قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ فالذين لا تنفعهم عقولهم بمعرفة خالقهم ربهم، وبمعرفة ما ينفعهم وما يضرهم هؤلاء من أهل النار، حيث إنهم لم يتفكروا فيما خلقوا له، ولم ينتبهوا لما طلب منهم وكلفوا به، فجعلهم الله –تعالى- من نصيب جهنم، وقال –تعالى- في آية أخرى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ .