لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
خطبة الجمعة بعنوان ذكر الله
10056 مشاهدة print word pdf
line-top
كيفية شكر الله

وإن من شكر الله تعالى استعمال هذه الجوارح في طاعة الله؛ استعمال الأيدي والأرجل والألسن، والعقول، والأسماع والأبصار استعمالها في طاعة الله، وعدم استعمالها في معصيته؛ فإن من استعملها في معصية الله فقد كفرها، وحري أن يحاسب عليها، وأن يشتد عتاب الله له عليها.
وإن من شكر الله تعالى: أن يستعين بما أعطاه على طاعته، فإذا أعطاه المال والولد استعان بذلك على ما يحبه ربه؛ على ما هو طاعة، وعلى ما هو من محابّ الله سبحانه وتعالى؛ فإنه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب؛ فالدنيا قد يفتحها على بعض الناس ولو لم يكونوا من الأتقياء، وليس ذلك دليلا على كرامتهم، وإنما هو ابتلاء وامتحان.
وأما إذا وفق الله العبد، وفقه للعمل الصالح، وفقه لأن يستعمل ما أعطاه في مرضاة الله سبحانه وتعالى فإنه يكون من الشاكرين، ومن الذين يزيدهم الله من فضله، ويقر نعمته عليهم.

line-bottom