لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
رسائل مفيدة في الصلاة والحج
5786 مشاهدة
1- تنبيهات على بعض الأخطاء التي يفعلها بعض المصلين في صلاتهم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه وبعد.
فنظرًا لأهمية الصلاة وعظم أمرها، وحرصًا على إكمالها بما تبرأ به الذمة، ويحصل به الأجر المترتب على أداء هذه العبادة، وحيث لوحظ أن الكثير من العامة يخالفون التعليمات الواردة في صفة الصلاة ؛ استدعى ذلك التنبيه على بعض تلك المخالفات التي تنبه لها بعض الناصحين ولو كان أغلبها من سنن الصلاة ومكملاتها وهي كما يلي:
1- الإسراع الشديد في المسير إلى المسجد أو السعي الشديد لإدراك الصلاة في المسجد، أو لإدراك الركوع؛ وذلك يفوت السكينة، واحترام الصلاة، ويشوش على المصلين، وقد ورد في الحديث: إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وائتوها تمشون وعليكم السكينة متفق عليه
2- استعمال ما يسبب الروائح المنتنة المستكرهة في مَشامِّ الناس، كالدخان، والنارجيلة (الشيشة)، مما هو أقبح من الكُرَّاث والثوم والبصل الذي تتأذى منه الملائكة والمصلون، فعلى المصلى أن يأتي وهو طيب الرائحة بعيدا من تلك الخبائث.
3- ترك رفع اليدين عند التحريمة (تكبيرة الإحرام) وعند الركوع، والرفع منه، وبعد القيام من التشهد الأول. وهو من سنن الصلاة، وكذا رفع اليدين في تكبيرات الصلاة على الميت، والتكبيرات الزوائد في صلاة العيدين والاستسقاء.
4- كثير من الأئمة وغيرهم يتركون دعاء الاستفتاح للصلاة والتعوذ، والبسملة، أو بعض ذلك، أو التسمية (البسملة) في الركعة الثانية وما بعدها، وكل ذلك من مندوبات (مستحبات) الصلاة.
5- يكبر كثير من المسبوقين بعدما ينحني راكعا إذا وجد الإمام في الركوع، والأصل أن التحريمة (تكبيرة الإحرام) تفعل من قيام ثم يركع بعدها ولو استعجل فترك تكبيرة الركوع أجزأته صلاته واكتفى بالتحريمة (تكبيرة الإحرام).
6- رفع البصر إلى السماء أثناء الصلاة أو النظر إلى الأمام أو عن اليمين والشمال مما يسبب السهو وحديث النفس وقد ورد الأمر بخفض البصر والنظر إلى موضع السجود.
7- كثرة الحركة أثناء الصلاة كتشبيك الأصابع وتنظيف الأظافر والتحريك المستمر للقدمين وتسوية العمامة (الغترة) أو العقال والنظر في الساعة وربط الأزرار ونحو ذلك مما يبطل الصلاة أو ينقص الثواب.
8- مسابقة الإمام أو موافقته أو التأخر عنه في الركوع والسجود والرفع والخفض فيجب الانتباه لذلك.
9- القراءة في المصحف أو متابعة الإمام في المصحف في التراويح ونحوها لغير حاجة لما فيه من العبث، فإن كان فيه فائدة كالفتح على الإمام أو نحوه فلا مانع بقدر الحاجة.
10- التحديب في الركوع أو تدلية الرأس وقد ورد النهي عن تحديب الظهر أي تقويسه، فإن الراكع يسوي ظهره ولا يرفع رأسه ولا يخفضه.
11- عدم التمكن من السجود ورفع بعض الأعضاء عن الأرض كمن يسجد على كور العمامة، أي على مقدمة رأسه ولا تمس جبهته الأرض، أو يسجد على جبهته ويرفع أنفه، أو يرفع قدميه عن الأرض، فلا يكون ساجدا إلا على خمسة أعضاء مع أن أعضاء السجود سبعة معروفة كما في الحديث .
12- ترك التجافي في السجود وصفة التجافي المطلوب أن يرفع بطنه عن فخذيه ويبعد عضديه عن جنبيه بقدر ما يمكنه، ولا يضايق من يليه، وأن يرفع ذراعيه عن الأرض، ويضع كفيه حذاء منكبيه لا حذاء ركبتيه، لكن لا يبالغ في التجافي كثيرا، فيمد صلبه (ظهره) كهيئة المضطجع على بطنه، بحيث يصل رأسه إلى الصف الذي أمامه، ويكلف نفسه بهذا الامتداد.
13- تخفيف كثير من الأئمة لأركان الصلاة بحيث لا يتمكن المأموم من المتابعة، ولا من الإتيان بالذكر الواجب، وهو خلاف الطمأنينة الواردة في الحديث، فلا بد من المكوث في الركوع أو السجود بقدر ما يتمكن المأموم من التسبيح ثلاث مرات مع التؤدة وعدم العجلة.
14- فعل التورك في الثنائية كالفجر والجمعة والنافلة، أو تركه في الرباعية أو الثلاثية في التشهد الأخير منها، وإن كان فعله وتركه جائزا، لكن العمل بالسنة أفضل، وهو أن يكون التورك في التشهد الأخير في الثلاثية أو الرباعية على أن لا يضايق من بجانبه من المصلين.
15- التحريك المستمر للسبابة أو غيرها من الأصابع أثناء التشهد وهي إنما يشار بها مرة أو مرتين عند الشهادتين، أو عند ذكر اسم الله ونحوه.
16- تحريك الكفين عند الخروج من الصلاة من جهة اليمين أو من الجهتين عند الالتفات للسلام، وقد كان الصحابة يفعلونه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لي أراكم ترفعون أيديكم كأنها أذناب خيل شمس، فتركوا الرفع واكتفوا بالالتفات رواه أبو داود والنسائي
17- كثير من الناس الذين لا يلبسون الثياب السابغة، وإنما يلبس أحدهم السراويل وفوقه جبة (قميص) على الصدر والظهر، فإذا ركع تقلصت الجبة وانحسرت السراويل فخرج بعض الظهر وبعض العجُز مما هو عورة بحيث يراه من خلفه، وخروج بعض العورة يبطل الصلاة.
18- كثير من المصلين يمدون أيديهم لمصافحة من يليهم، وذلك بعد السلام من الفريضة مباشرة، ويدعون بقولهم (تقبّل الله أو حرمًا)، وهذا بدعة لم تنقل عن السلف.
19- القيام مباشرة بعد السلام وترك الأذكار المشروعة بعد الصلاة كالتسبيح والتحميد والتكبير ونحوها، وللشيخ ابن باز -حفظه الله- رسالة في الأذكار الواردة بعد الصلوات المكتوبة فلتراجعْ.
20- يعتاد بعض الناس رفع الأيدي للدعاء بعد السلام من المكتوبة مباشرة وترك الأذكار المشروعة، وهذا خلاف السنة، وإنما يشرع الدعاء بعد الفراغ من الأذكار فهو من مظان إجابة الدعاء، وكذا الدعاء بعد النوافل، والله أعلم.

كتبها الفقير إلى عفو ربه
فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين