فصول ومسائل تتعلق بالمساجد
عاشرا: منع الكفار والمشركين من دخولها
للأمر بتطهيرها وتنظيفها الحسي والمعنوي، وقد ذكر الله تعالى أن المشركين نجس، فقال تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا قرآن> رسم> .
ولما نزلت بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر اسم> وعليا اسم> وغيرهما ينادون في موسم الحج: رسم> أن لا يحج بعد هذا العام مشرك متن_ح> رسم> .
وذكر الحافظ ابن كثير اسم> في التفسير عن أبي عمرو الأوزاعي اسم> قال: كتب عمر بن عبد العزيز اسم> رضي الله عنه أن امنعوا اليهود والنصارى من دخول مساجد المسلمين رأس> وأتبع نهيه قوله تعالى: رسم> إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ قرآن> رسم> .
قال ابن كثير اسم> ودلت هذه الآية الكريمة على نجاسة المشرك، كما ورد في الصحيح: رسم> المؤمن لا ينجس متن_ح> رسم>
وأما نجاسة بدنه فالجمهور على أنه ليس بنجس البدن والذات، لأن الله تعالى أحل طعام أهل الكتاب، وذهب بعض الظاهرية إلى نجاسة أبدانهم، وقال أشعث اسم> عن الحسن اسم> من صافحهم فليتوضأ اهـ.
ولعل هذا منهم للمبالغة في مقت المشركين، وبغضهم والحذر منهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة اسم> ولحذيفة اسم> رسم> إن المؤمن لا ينجس متن_ح> رسم> . قال الحافظ اسم> في الفتح: تمسك بمفهومه بعض أهل الظاهر فقال: إن الكافر نجس العين، وقوّاه قوله تعالى: رسم> إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ قرآن> رسم> وأجاب الجمهور عن الحديث بأن المراد أن المؤمن طاهر الأعضاء لاعتياده مجانبة النجاسة، بخلاف المشرك لعدم تحفظه عن النجاسة، وعن الآية بأن المراد أنهم نجس في الاعتقاد والاستقذار .. إلخ.
وقد سبق ما نقله الحافظ عن عمر بن عبد العزيز اسم> أنه كتب إلى القاسم اسم> أن لا تقض في المسجد، فإنه يأتيك الحائض والمشرك. وقول الكرابيسي اسم> كره بعضهم الحكم في المسجد؛ لأنه قد يكون الحكم بين مسلم ومشرك، ودخول المشرك المسجد مكروه اهـ.
وذكر ابن مفلح اسم> في الآداب أن أبا موسى اسم> قدم على عمر اسم> رضي الله عنه بحساب العراق اسم> فقال: ادع (الكاتب) يقرؤه، فقال: إنه لا يدخل المسجد. فقال: لم؟ قال: لأنه نصراني .. إلخ.
وهو واضح في أنه قد تقرر عنده أن النصارى لا يمكنون من دخول المساجد لحرمتها، ونجاستهم المعنوية.
وأما الحديث الذي في البخاري اسم> في قصة ثمامة بن أثال اسم> وربطه في المسجد قبل أن يسلم فلعل ذلك فعل حتى يشاهد المصلين، ويسمع القرآن، فينشرح صدره للإسلام كما حصل، حيث أسلم بعد ثلاث ليال، وكذا إذنه لوفد ثقيف اسم> ودخولهم عليه في المسجد لأنهم جاءوا راغبين في الإسلام، وكذا يقال في سائر الوفود، وحيث لم يكن هناك أماكن واسعة لاستقبال الوفود غير المسجد النبوي اسم> ولقربه من بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
مسألة>