(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (3)
9138 مشاهدة print word pdf
line-top
وجوب شكر النعم وفائدته

تذكرون قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ فما أخذ الله قوما إلا عند غضبتهم وغفلتهم وسلوتهم، وما عاقب الله عبدا إلا بسبب ذنب اقترفه، يقول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ فعلينا أن نتواصى بتحقيق نعم الله تعالى، وأن نحافظ على عبادته، المحافظة عليها: إظهارها، إظهار هذه العبادة، فعبادة الله منها ما هو ظاهر كأداء الصلوات، وإخراج الزكوات والصدقات، والصوم، والحج والعمرة، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وبذل السلام، وعيادة المريض، وتشميت العاطس، واتباع الجنائز، وما أشبه ذلك من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، ومن حقوق الله تعالى عليهم.
وكذلك –أيضا- نترك المحرمات التي حرمها الله علينا، فنبتعد عنها، وإذا تركنا المحرمات التي نعرفها، وفعلنا الطاعات التي نعرفها؛ فإن ربنا –سبحانه- يرحمنا، ويزيل ما بنا من الشدة والضيق والضنك والجدب والقحط وضرر المياه وقلة الأمطار وما أشبهها؛ فإنها بسبب الذنوب وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ نكتفي بهذا.
نسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.. نسأله أن يوزعنا شكر نعمه، وأن يدفع عنا نقمه.
نسأله –سبحانه- أن يجعلنا من الشاكرين له، والذاكرين له، والحامدين له، والموحدين والمخلصين له الدين.
نسأله أن يمكن لنا ديننا الذي ارتضاه لنا، وأن يبدلنا من بعد الخوف أمنا، ومن بعد الذل عزا، وبعد الفقر غنا. وأن يرحم المسلمين، وأن يزيل ما بهم من شدة، والضيق والضنك، والجوع والعري.
نسأله –سبحانه- أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل.
كما نسأله –سبحانه- أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويجعلنا من أنصار الدين.
ونسأله –سبحانه- أن يؤمننا في دورنا، وأن يصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأن يجعل ولاية المسلمين فيمن يخافه ويتقيه ويتبع رضوانه، وأن يصلح أئمة المسلمين وقادتهم، ويجعلهم هداة مهتدين، يقولون بالحق وبه يعدلون، وأن يريهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه، وأن يصلح لهم البطانة، ويرزقهم البطانة الصالحة التي تحثهم على الخير وتحذرهم عن الشر.. إنه على كل شيء قدير..
والله أعلم.
أسئـلة
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء على هذه المحاضرة الطيبة..
نسأل الله -عز وجل- أن ينفعنا جميعا بما قاله، وسمعناه، وأن يجعله في موازين حسناته.
والآن.. نتوجه إلى فضيلة الشيخ بما تيسر من الأسئلة، فالأسئلة كثيرة وقد لا يتسع الوقت ولا بنصفها أو لربعها؛ لأنها كثيرة جدا، فالمعذرة.. من لم يوجه سؤاله إلى الشيخ فإنه قد يعرض عليه بطريقة أو بأخرى، أو يعرض على آخرين في المنطقة أو في غيرها.
س : فضيلة الشيخ.. جزاكم الله خير الجزاء على ما قدمتم. ثم يقول السائل: كيف ترون ولاية من لا يصلي على المسلمين أو بعض من المسلمين؟ وهل له ولاية؟ وهل من نصيحة لهؤلاء الذين لا يؤدون الصلاة ويتولون بعض أمور المسلمين؟
لا يجوز أن يولى الكافر شيئا من أعمال المسلمين صرح العلماء بأن ترك الصلاة كفر؛ وذلك لإطلاق الأدلة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ؛ وذلك لأنه إذا كان تاركا لصلاته وحكم بكفره انتفت عنه الأمانة، وانتفت عنه الديانة، فلا يجوز أن يولى على شيء؛ حتى لا يجوز له أن يزوج بنته؛ لأنه ليس بعدل، ترك الصلاة يكون كفرا، فإذا كانت له بنت وهي مصلية صائمة وهو لا يصلي فلا يجوز له أن يتولى العقد لها، يعقد لها أخوها، أو يعقد لها عمها، أو يعقد لها جدها من أهل الاستقامة. فنتواصى بأن ننتبه لمثل هؤلاء الذين يتركون الصلاة؛ سواء كانوا أتباعا أو متبوعين.
س: السؤال الثاني يقول: يا شيخ.. لقد ارتكبت عدة معاصي، والآن تبت إلى الله؛ ولكن كلما تذكرت هذه المعاصي أحس بأنني شقي في هذه الحياة؛ حيث إن بعض هذه المعاصي كبيرة، ومنها: الزنا. أرجو نصحي، وأرجو أن تدعو لي يا فضيلة الشيخ؟
ننصحك بالتوبة، صدق التوبة والإخلاص فيها يمحو عنك الذنوب ولو كثرت؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإذا وفق الله تعالى العبد وتاب قبل الله توبته، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ التوبة لها ثلاث شروط:
أولها: أن تترك هذه الذنوب كلها -صغيرها وكبيرها-.
والثاني: أن تتأسف على ما مضى، وكلما ذكرت ذنبا أحدثت له استغفارا.
وثالثا: أن تعاهد ربك على أنك لا تعود إليها بقية حياتك، فإذا كنت صادقا في ذلك فإن الله يمحوها.
س: هذا السائل يقول: حصل بيني وبين زوجتي سوء تفاهم، وجاء والدها، ثم قلت: والله إنها لو طلعت من البيت فإنها محرمة علي. وقد طلعت من البيت، وبعد فترة رجعت إلى البيت، فما حكم تحريمي لها؟ وكان وقت غضب في ذلك الوقت؟
تحريم زوجها يعتبر ظهارا مثل قوله: هي علي حرام، أو أنت علي كظهر أمي، وفيها كفارة إن قدر على أن يعتق رقبة قبل أن يمسها؛ وإلا يصوم شهرين إن استطاع، وإن لم يستطع يطعم ستين مسكينا كما ذكر الله.
س: السؤال يقول: أنا شخص حرمت الدخان، وتركته لفترة طويلة، ثم عدت مرة ثانية إلى الدخان فما يلزمني في ذلك؟ جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله؟
كل عاقل يحمله عقله على ترك هذا الداء وهذا المرض، ولا يغتر بكثرة الذين يتعاطونه؛ فإن العقل يزجر صاحبه عن الشيء الذي فيه مضرة وليس فيه منفعة؛ حتى الكفار تعرفون الدول الكافرة في أمريكا وفي غيرها أنهم يحاربون الدخان ويمنعونه في طائراتهم وفي حافلاتهم وفي مجتمعاتهم.
فننصحك يا أخي بأن تتركه وتقلع عنه إقلاعا كليا، وأن تدوسه تحت الأقدام، وأن تقول: هذا جزاؤك يا خبيث. وليس ذلك دينا؛ ولكنه عقلاً وفكراً وأخذاً للشيء النافع وتركا للشيء الضار الذي يودي بالصحة ويتلف الأموال.
س: السؤال: يقول فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السؤال: إذا دخلت المسجد ووجدت الإمام والصف الذي بعده كامل ولم أحصل على فراغ في الصف، هل يجوز لي أن أسحب شخص من الصف أو أصلي وحدي خلف الصف؟
لا بأس أنك تشير إلى أحدهم بكلمة أو نحنحة؛ حتى يتأخر لك، ويصف معك وله أجر على ذلك.
س: هذا السائل يقول: فضيلة الشيخ.. أرجو إفادتي عن حكم ما حصل مني ذات يوم في نهار رمضان، كنت مسافرا من منطقة إلى منطقة، ومضطرا للإفطار ومفطرا؛ ولكن لما وصلت للبيت وجدت زوجتي أمامي فأجبرتها على اللقاء وهي صائمة، فما حكم ذلك؟ وماذا يجب علي؟
إذا وصلت إلى أهلك وإلى بلدك وجب عليك الإمساك؛ ولو كنت مفطرا في أول النهار، فإن المسافر إذا وصل إلى بلده انتهى سفره، فعليه الإمساك بقية يومه؛ ولو ما بقي من اليوم إلا ساعة. في هذه الحال لا بد من الكفارة التي هي مثل كفارة الظهار، عليك أن تعتق رقبة، فإن لم تجد فتصوم شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فتطعم ستين مسكينا، أما الزوجة المغصوبة فلا شيء عليها؛ إلا قضاء ذلك اليوم.
س: هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السؤال: لي أخ دخل المستشفى، وأجري له عمليتان في بطنه، ولم يصم شهر رمضان بسبب المرض، وهو الآن لا يستطيع القضاء، فماذا يجب عليه؟ وهل يجوز لي أن أصوم عنه؟ جزاكم الله خيرا.
يطعم عنه، يطعم عن كل يوم طعام مسكين، يعنى: كيلو ونصف من الأرز.
س: بسم الله الرحمن الرحيم. فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد: تعلمون أن الماء قليل عندنا في .... بسبب الأسماك، فهل يجوز التيمم وهو يوجد في بعض الأماكن؛ ولكنها مياه قليلة .... ؟
عليه أن يلتمس الماء ولو بثمن، إذا كان موجودا فالبلاد قريبة -والحمد لله- وسيارة النقل التي تنقله في . أيضا كثيرة ومتيسرة في وسط البلاد ولا نرى أنه معدوم.
س: يقول: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما حكم شراء السيارات بالتقسيط من البنوك؟
إذا كانت السيارة مملوكة لهم في ملكهم من قبل فلا مانع من شرائها، وكما يجوز الشراء من الكافر يجوز الشراء من البنوك؛ سواء بثمن نقدا أو بثمن مقسط. لا بد أنهم يملكونها من قبل، فإذا لم يكونوا ملكوها فلا بد أن يملكوها، ثم بعد ذلك يخيرون المشتري بعدما تدخل في ملكهم.
س: هذا سائل يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: سؤالي يا فضيلة الشيخ: عندنا مسجد .... على قبور ما رأي فضيلتكم بالصلاة فيه؟
إذا كانت القبور قديمة فيجوز أن يبعد المسجد عنها، ينقل المسجد ويجعل في مكان آخر ويسور على القبور، فإذا كانت القبور جديدة فالأولى أنها تنبش وتبعد عن المسجد، وإذا أمكن أن يقتصر على نصف المسجد وتسور القبور إذا كانت في غير القبلة ثم يصلون في المسجد وهو جانب وليست القبور بقبلتهم لعل ذلك جائز، بل أقدم من المسجد القبور إذا كانت قبور مسلمين.
س: يقول: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فسؤالي: أنه في إحدى القرى طلبت من أهل القرية مبلغ مائة ألف ريال لكي تقوم شركة الكهرباء بإيصال التيار إليها، وهذا المبلغ لا تستفيد منه الشركة؛ إنما يستفيد منه أناس الله أعلم بهم، يعني: الذين يقومون بإيصال التيار يطلبون هذا المبلغ، فما حكم ذلك؟ وهل علينا إثم في دفع هذا المبلغ؟
إذا كان أنه رشوة لأناس –مثلا- يعطون كاتب ويعطون موظف ويعطون كذا وكذا فنرى أنه لا يجوز لورود الوعيد في الرشوة، وإذا كانت للاستعانة بها على إصلاح الطرق التي يصل بها التيار الكهربائي؛ بأن يجعلوا هذا المال يزيلون به العقبات، أو يحفظون بها الأماكن التي تركب فيها العمد وما أشبهها أو يشترون به أسلاكا أو ما أشبه ذلك فجائز.
س: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نحن مجموعة من الشباب وضعوا صندوق لهم، كل واحد منهم يدفع مائة ريال شهريا، ويعود بالنفع؛ حيث يتم تسليف كل واحد منهم مبلغ من المال، وكذلك يتم مساعدة كبار السن بالسلفة منه ويقوم بدفعها على أقساط شهرية. والسؤال: هل في هذا المبلغ الذي في الصندوق -بهذا الوضع- زكاة؟ علما بأنه لا يسلف الصندوق إذا كان المبلغ قليلًا لا يسلف أحدا؟
نرى أنه على حسب نيتهم، فإن كانوا قد أخرجوه من ملكهم فقالوا: لا نعود فيه، ولا نأخذه؛ ولو حصل ما حصل، وإذا اقترض أحدنا منه رده كقرض فلا زكاة فيه؛ لأنه لم يكن ملكا لواحد ولا لجماعة، وأما إذا كانوا يقولون: إنه ملكنا إذا أفلسنا –مثلا- أو احتجنا تقاسمنا، وأخذ كل واحد منا ما دفعه ففيه زكاة، وهم على خير في هذا العمل؛ حيث أنهم يوسعون على من هو فقير فيسدون حاجتهم حتى لا يذهب يستدين.
س: سائل يقول: من استوفى دينه من مال مأخوذ عن طريق الربا وهو يعلم ذلك فما الحكم؟
فالإثم على الأول الذي هو المرابي، وأنت -أيها المسلم- الذي أعطيت هذا الدين لا حرج عليك، سئل عمر رضي الله عنه عن قوم من النصارى وجبت عليهم الجزية، فقالوا: ما عندنا جزية إلا خمر، خذوا خمر، فقال عمر رضي الله عنه: ولوهم بيعها وخذوا ثمنها. قولوا لهم: بيعوها على بعضكم، وأعطونا ثمنها؛ ولو كان ثمن خمر فإن الإثم على المكتسب.
س: هذا السائل يقول: زوجته حامل في الشهر الثالث، وجاءها نزيف أثناء الحمل، وهذا الدم يستمر أسبوع لا ينقطع، فهل تتوضأ وتصلى أو لا تصلى حتى تطهر؟ أفتونا مأجورين.. وجزاكم الله خيرا.
الحامل لا تحيض، فهذا الحيض يعتبر دم فساد، إما أنه دليل على مرض ذلك الطفل –الجنين- وبذلك لا يتغذى، وإما أنه دليل على قوة بنيتها، وكثرة الدم الذي معها؛ بحيث أنه يكون هو غذاء للجنين، ويبقي شيء زائد، فيعتبر دم فساد، تتوضأ لكل صلاة ولا تترك الصلاة.
س: سائل: يقول: كنت مسافرا، ووقفت عند مسجد وليس فيه ماء، فتيممت، وصليت صلاة العصر، ونمت في المسجد حتى الساعة الخامسة بعد العصر، وصحيت فوجدت سيارة مياه بجانب المسجد، فهل صلاتي صحيحة؟ علمًا أنه . الصلاة إلى الآن؟
يلزمه أن يعيد، لأن عليه أن يلتمس، وأن يسأل من حوله، أين الماء؟ أي المتوضأ؟ العادة أن كل مسجد يكون قربه ماء في خزان –مثلا- أو في سيارة أو في حمامات، فهذا يعتبر فرط، فلا بد من القضاء.
س: السائل يقول: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وفقكم الله لما يحبه. . أنني شاب ومنذ الصغر أرى في نفسي وجسمي نارا مثل اللهب علما أنني محافظ على الصلاة؟
نرى أن هذا تخيل، وأنه توهمات ووساوس، فنوصيك بأن تطرحها وأن تستغفر ربك وأن تعبده ولا تضرك هذه التخيلات.
س: السائل يقول: من المعني بالمصورين في الحديث، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي توعدهم بالعذاب يوم القيامة هل هم الذين يصورون بأيديهم يرسمون الصور بأيديهم أم يشمل ذلك الذين يستخدمون كاميرات التصوير؟
ورد أنهم الذين يضاهئون بخلق الله، الذين يتشبهون بخلق الله، كأنهم يقولون: نخلق مثل خلق الله. يضاهئون خلق الله؛ ولهذا في الحديث القدسي، قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي . وفي حديث آخر: أشد الناس عذابا يوم القيامة: الذين يضاهئون بخلق الله بمعنى: أنهم يقصدون بالتصوير: التشبه بالله؛ في أننا نخلق كما خلق الله، هذه صورة كما صورها الله؛ سواء كانت مجسمة أو مرسومة. فأما الكاميرا وما أشبها والأفلام فإنها أخف؛ لأنها ليست تصويرا، يعني: لمضاهاة خلق الله وإن كان يصدق عليها أنها اسم صورة؛ فلذلك تكره إلا لحاجة.
س: يقول فضيلة الشيخ: شاب نظر إلى شريط ... في نهار رمضان وفي أثناء هذا النظر أو بسبب هذا النظر أنزل في نهار رمضان فماذا عليه؟
عليه القضاء؛ لأن عليه –مثلا- أن يصون سمعه عن الغناء الذي يثير الشهوة، فإذا سمع شيئا فإنه يصم أذنيه، وعليه أن يصون بصره، فلا ينظر إلى الصور، قالوا: لو نظرت إلى امرأة وأخذت تكرر النظر إليها حتى ثارت شهوتك؛ فإنك تقضي إذا حصل الإنزال. فكذلك إذا نظرت إلى هذه الصور التي تثير الشهوة؛ فيلزمه قضاء ذلك اليوم.
س: سائل يقول: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: يقول: إنه تزوج بامرأة بمبلغ خمسين ألف ريال، ودفع منها أربعين ألف، وبقي عنده عشرة آلاف؛ ولكنه طلق قبل أن يدفع هذا المبلغ، فهل يلزمه دفع هذا المبلغ علما أنه لم يطلب منه؟
يلزمه إلا إذا سمحت الزوجة فإنه من حقها، والإنسان إذا طلق بعد الدخول لزمه دفع ما بقي عنده من الصداق، فإن عفت الزوجة أو عفا وليها سقط ذلك.
س: هذا سائل يقول: شخص نام عن صلاة العصر، فلما استيقظ صلاها . فما الحكم في ذلك؟ أرجو من الله ثم منكم التذكير بحكم تارك الصلاة وما فيها من أحكام؟ وجزاكم الله خيرا.
عليه أن يبادر بقضائها متى استيقظ، ساعة ما يستيقظ؛ ورد في الحديث: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك، فساعة ما يستيقظ يبادر فيقضيها في حالة استيقاظه ولا يؤخرها. هذا هو الأصل، عفا الله عما سلف. وننصحه وننصح غيره بأن يكون في قلوبهم اهتمام بالصلاة، فإن القلب إذا اهتم بالصلاة لم يهنأ النوم، فالإنسان الذي يهتم بشيء لا يرتاح في النوم ولا يهنأ في نومه ليلا أو نهار، لو أن عندك موعد إركاب في الطائرة -مثلا-الساعة الثانية ليلا لم يهنأك النوم؛ حتى تحضر في ذلك الوقت الذي هو وسط النوم عادة، فكذلك الذي يهتم بالصلاة لا يهنأ بالنوم. فنتواصى بأن نحرص ونهتم بأمر عبادة ربنا.
س: فضيلة الشيخ.. جزاكم الله خيرا، يقول: ما المراد بما يسمى بالسياحة في أي مكان كان؟ وما بها من تبرج للنساء؟ ولما هو ملفت للنظر وقد يثير غريزة الرجال والنساء؛ وخاصة الشباب منهم؟
لا شك أن السياحة ذكرت في القرآن في قوله تعالى: السَّائِحُونَ وفسرت أن سياحة هذه الأمة هي: الصيام، ذكرت في قوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ فلم يذكر في الآية الصيام فقيل: إن السياحة: هو الصيام؛ ومع ذلك فإن الله تعالى قد أمر أو أباح السياحة في الأرض في قوله: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ معناه: تجولوا فيها؛ ولكن إذا كان القصد الاعتبار؛ فإنه يثاب؛ لقوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا ويقول: هذه منازل قوم قد ماتوا، وهذه منازل قوم قد عذبوا، أو ينظر في الأرض فيقول: هذه آيات الله، وهذه مخلوقاته، وهذه التي نصبها دلالة على قدرته. فيأخذ من ذلك عبرة، ويأخذ من ذلك موعظة. فأما إذا كانت السياحة تشتمل على لهو وسهو، وتشتمل على محرمات، وعلى اختلاط نساء برجال أجانب، وكذلك –أيضا- على فتن وسماع محرم، ولهو وسهو؛ فإن ذلك مما يصد عن الخير، ويصد عن ذكر الله، وربما يسبب العذاب، الله تعالى يخاطب أهل النار، أو يذكر أن أهل الجنة يخاطبهم، قال تعالى: وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِين لماذا؟ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فالذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا هؤلاء يخشى أن يكونوا من المعذبين.
س: وهذا السائل يقول فضيلة الشيخ: طبعا هذا قد لا تعرفه نحن كعسكريين نعلق لوحة بأسم كل إنسان ... الاسم على بدلته. يقول: فما حكم الدخول بهذه البدلة إلى دورة المياه إذا كانت تحمل لفظ الجلالة؟
ينبغي أنها –يعني- إذا كان فيها اسم الله، أو اسم الرحمن فلا يدخل بها؛ إلا أن يسترها بأن يلبس فوقها رداء أو شيئا يسترها، وإذا كان في الإمكان خلعها أو خلع الاسم فقط فإنه هو الأولى؛ ذلك تنزيها لأسماء الله عن أن يدخل بها الأماكن المستقذرة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب على خاتمه محمد رسول الله، فكان إذا أراد أن يدخل الخلاء نزع خاتمه؛ تنزيها لاسم الله تعالى. هكذا ينبغي، أما إذا لم يكن فيها اسم الله فلا حرج.
س: هذا السائل يقول: ذهبت للعمرة، وعندما أحرمت من الميقات أخذت مشط، ثم مشط شعر رأسي ناسياً ولا أعلم، هل في ذلك على شيء أم لا؟
إذا لم تكن قد أحرمت فلا حرج، فالإحرام: هو النية، أن تنوي بقلبك أنك قد دخلت في الإحرام، وتلبي. فمشط الرأس؛ ولو تمزق منه شعر قبل الإحرام، وكذلك دلكه ولو تساقط شعر لا حرج في ذلك، أما بعد الإحرام فلا يجوز؛ وإن حصل عن جهل فلا حرج.
س: السؤال التالي يقول: ما حكم زكاة الذهب الملبوس في وقت المناسبات-يعنى– هو أعد للباس ولكنه لا يلبس إلا وقت المناسبات؟
نرى.. المختار أنه يزكى؛ ولكن إذا لم يكن عند المرأة إلا أن تبيع منه فلا تبيع منه؛ إلا إذا كان كثيرا يعني: قيمته مائة ألف أو أكثر؛ فإنها إذا باعت منه لا ينقصه ذلك، إلى ألا يبقى عندها إلا –مثلا- ما يساوي عشرين أو ثلاثين ألفا فمثل هذا إن وجدت مالًا تزكيه أو أعطاها زوجها فإنها تزكي وإلا سقط.
س: فضيلة الشيخ.. ما هي كفارة اليمين؟ وهي متنوعة على عدة أشياء -يعنى- يحلف على عدة أشياء؟
كفارة واحدة؛ ولو تعددت؛ سواء كانت اليمين واحدة كما لو قال: والله لا أكلم هذا، ولا أركب هذه السيارة، ولا آكل من هذا الطعام، ولا ألبس هذا الثوب، ثم إنه كلم وأكل وركب ولبس فكفارة واحدة، أو تعددت حلف هذا اليوم أنه لا يكلم فلانا ثم كلمه، ثم حلف بعد يوم أنه لا يأكل من هذا الطعام فأكل، ثم حلف بعد يوم أنه لا يدخل هذا البيت فدخله، فتداخل ويكفيه كفارة واحدة.
س: يقول: فضيلة الشيخ.. جزاك الله خيرا، ونفع بك المسلمين والإسلام، ثم يقول: هل يجوز الصلاة في مسجد أقيم على طابقين: الطابق الأول: يعني: الأرضي دورات للمياه للرجال والنساء، والطابق الثاني: مسجد المصليين للرجال والنساء. تفضلوا بالإجابة على هذا؟ والسلام عليكم ورحمة الله.
الصحيح.. أنه جائز؛ وذلك لأن بينهم وبين هذا الحمامات طابق وسقف متين لا يصل إليهم شيء من روائحه ولا من بخاره ولا يضرهم، فلا بأس بالصلاة فيه.
س: سائل آخر يقول: قبل عدة أعوام قطعت على نفسي يمين بالله العظيم على ترك الدخان، وتركته لمدة عامين –تقريبا- ثم لاحظت في نفسي تغيرا في جسمي . ثم عدت إليه، والآن.. أريد أن أتركه؛ ولكن خوفا مما حدث، إنني أخشى أن يتكرر علي، ثم ماذا على في يميني هذا؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.
ننصحك بأن تقلع عنه، أن تتركه تركا كليا، ونثق أو نضمن لك أن تلقى صحة، وأن تلقى سروراً، وأن تربح صحة بدنك، وتوفير مالك، ولا تيأس من ذلك، ولا تتأثر بما يحصل لك في أول الأمر من دوخة أو دوران، أو شدة اشتياق إليه، أو مرض، أو نحو ذلك، فتحمل ذلك واصبر عليه يومين أو أسبوعا أو أسبوعين؛ فإنك تسلم من هذا الداء الدوي. وأما يميئنك فعليك فيها كفارة يمين إطعام عشرة مساكين.
س: سائل يقول: وجد عندي ... ويوجد قرود يأكلون غذائه وماءه يعني: يتناولون ما يقدمه لأغنامه فما حكم قتل هذه القرود؟
يجوز إذا كانت مؤذية كقتل الذئاب، الذئب الذي يفترس الأغنام يقتل بأي سلاح نتوصل به إليه، فكذلك أيضا كل ما يأكل من المؤذيات، فإذا كانت هذه القرود تتسلق الحيطان، وتدخل في الأحواش، وتأكل من أعلاف غنمك، ونحو ذلك، وربما أيضا تفترس السخال وتأكلها، أو كذلك تقفز في البساتين وتقطع الثمار وتفسدها، جاز قتلها بأي وسيلة.
س: لدي سؤال آخر: عندي رصيد في البنك وهو ربا فما حكمه؟
تقتصر على رأس مالك، أما الباقي فلا تتركه؛ بل حول عليه أحد المستحقين، فلا تأكله أنت، ولا تأخذه، ولا تتركه للبنك يأكله فتدخل في آكل الربا وموكله، وإذا كتبت به شيك لمستضعف أو مدين أو نحو ذلك، سلمت من هذا وهذا.
س: له سؤال ثالث يقول: عندي غنم في شرك لا يطلعوا منه وأصرف عليهم يعني: موجود في الشرك يصرف عليه هو الطعام والشراب فما حكم زكاته؟
لا زكاة فيها؛ لأنها غير سائمة.
س: هذا السائل يقول: له ولد أوصيب أحد أولاده في حادث مريب وهو على رأس العمل –يعنى- ابنه على رأس العمل وتوفي وأتي لهذا الابن راتب ... نصيبه ونصيب أمه مع العلم أن عندنا أولاد غيره ولم يذكر هذا السائل هل المتوفى له أولاد أو زوجه أو خلاف ذلك فما أدري؟
الراتب للورثة: إن كان له زوجة وأولاد وأب وأم فيقسم الراتب بينهم، وإن لم يكن له أولاد ولا زوجة فالراتب لأبويه.
س: السؤال: أن شخصا أصيب بحالة نفسية، وفقد ذاكرته في بداية شهر رمضان، ولم يفق إلا في منتصف الشهر، فهل عليه قضاء؛ مع الرغم أنه فاقدا للذاكرة؟
نعم. الإغماء هذا لا يلزم الحركة، فإذا عوفي اعتبر كمريض، فيقضي ما أفطره.
س: هذا يقول: امرأة وشمت نفسها وهي في حال الصغر، يعني: كانت صغيرة وهي في حال الصغر ... واليوم يعني: محتارة في قضية الوشم، ماذا تفعل؟
الوشم حرام كما هو معروف؛ لعن الله الواشمة والمستوشمة ؛ ولكن إذا كانت لا تستطع تغييره عليها أن تستره إن استطاعت تغييره بشيء يغير لونه كزعفران –مثلا- أو ... أو عصفر أو قرقم –يعنى- تصفر به ذلك المكان، وإذا لم تستطع فإنها معذورة تستره إن كان في ذراع أو نحوه تستره بالكم، وكذلك إن كان في الخد أو نحوه تستره باللثام أو بالنقاب أو بالخمار ولا حرج عليها؛ لأنها جاهلة في ذلك الوقت.
س: هذا سائل يقول: أنا أتوب من الذنب ثم يعود إليه مرة أخرى فما حكم هذه العودة، وتكرار العودة إلى الذنب؟
ننصحك بأن تفعل الأسباب التي تقطعك عن هذا الذنب وتبعدك عنه؛ حتى تصدق في توبتك. أن الذنوب التي تدفع أصحابها كثيرة، فمنها –مثلا- الزنا؛ لقوة الشهوة، فننصح بالتعفف بالزواج الحلال. ومنها: الاستمناء -العادة السرية- يفعلها كثير من العزاب، فننصحهم بأن يخففوا شهوتهم، بما يستطيعونه من التعب والعمل والصيام ونحوه إلى أن يتيسر لهم الزواج. ومنها: الخمر، فيها دافع قوي -والعياذ بالله- إلى إتيانهم بها وإلى شربها فإذا تركوها لله تعالى فإن الله يعينهم على تركها ويتوبون منها توبة صادقة. وكذلك بقية الذنوب، الدافع لها: هو الهوى، فننصح بالابتعاد عنها؛ حتى يقبل الله توبة العبد.
س: نختم الأسئلة بهذا السؤال.. يقول السؤال: يا فضيلة الشيخ.. هل يجوز أن أتصدق على بعض المجهولين علمًا بأنه مخالف لأنظمة الإقامة وهو إنسان يستطيع أن يعمل وقادر على معيشة نفسه ... بجانب العمل فهل هذا جائز أم حرام علمًا بأنه مسلم ويصلي معنا كل صلاة بالمسجد ولكنه مخالف لأنظمة الإقامة. وجزاكم الله خيرا؟
لا شك أن عليك أن تنصحه؛ حتى يحصل على الإقامة الرسمية ولا يقيم بدون إقامه (يجدد إقامته)، ولا شك أنه إذا كان فقيرا يحس بالجوع أو بالعراء أن فيه الصدقة إذا كان مسلمًا محافظًا على العبادة.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء.

line-bottom