إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (3)
9139 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة الإسلام

وأحب في هذه الجلسة.. أن أذكر شيئا أو أمثلة من النعم التي خص الله تعالى بها هذه الدولة وهذه الجزيرة؛ فإنها من أكبر نعم الله، وأعظم فضائله.

فأعظم ذلك: نعمة الإسلام؛ فإنه قد حرم خلق كثير من هذه النعمة، واستحبوا الكفر على الإيمان، وهدانا الله تعالى، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ فلله علينا الفضل والإحسان؛ حيث وفقنا وهدانا للإسلام. تسير في دول كثيرة ليس لهم دين، وتجد دولا وأمما أديانهم مبتدعة، فهذا يهودي وهذا نصراني، وهذا بوذي وهذا شيوعي، وهذا هندوسي وهذا قدياني، وأشباه ذلك.
فالإسلام هو الدين الذي اختاره الله قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا رضيه الله لنا دينا، نتقرب به، وندين به؛ ولكن الشأن كل الشأن فيمن يحقق هذا الإسلام، فإن الكثير والكثير يقولون: إننا مسلمون؛ ولكن ليس معهم إلا مجرد التسمي، ما معهم من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، يتحقق فيه ما ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه مساجدهم عامرة، وقلوبهم خراب من التقوى، ودماؤهم شر من تحت أديم السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود نعوذ بالله من هذه الطائفة.
فالإسلام الحقيقي هو العمل بأركانه وكذلك بتعاليمه. فهذه من أجل النعم، فعلينا أن نحققها.

line-bottom