اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
السلف الصالح بين العلم والإيمان
9064 مشاهدة
عقيدة السلف الصالح

وقد ذكر علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن عقيدة السلف وعقيدة أتباعهم هي ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم- وما بلَّغه لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما أخذ عن الوحيين الكتاب والسنة. وأن هذا هو الواجب، وأنه هو الهدى الذي بعث الله تعالى به رسوله في قول الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولا شك أن من اتبعه فإنه على هدى، ومن تركه وحاد عنه فإنه على ضلال، ولا شك أيضًا أنه الصراط السوي الذي أمرنا الله تعالى باتباعه في قوله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ فذكر أن من صار عليه فإنه بمنزلة من يسير على الصراط المستقيم. ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- وضح معنى هذه الآية فخط خطا مستقيما، وقال: هذا صراط الله، وخط خطوطا عن يمينه وعن يساره، وقال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ؛ يعني: أن من صار على هذا السبيل السوي فإنه يؤدي به إلى النجاة، ومن انحرف عن بنيات الطريق فإنه يؤدي به إلى الهلاك.
والصراط سمي مستقيما لأنه ليس فيه أية اعوجاج ولا أية انحراف؛ وإنما فيه أنه سبيل الله الذي ليس على من سار عليه خوف، ثم هو واضح الأعلام، واضح المعالم لا يخفى على أي إنسان.