شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
السلف الصالح بين العلم والإيمان
9065 مشاهدة
بدعة الجهمية

وفي أول القرن الثاني خرجت أيضا بدعة الجهمية، أنكر أن يكون الله تعالى متكلما، وأنكر أن يكون القرآن كلام الله، وأنكر أن يكون الله يحب من يشاء من خلقه، وأنكر أن يكون الله كلم موسى أو أنه اتخذ إبراهيم خليلا، ولما أظهر ذلك قُتِلَ في عهد السلف قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري يوم العيد، وجعله بمنزلة الأضحية؛ حيث قال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا، تعالى الله عما يقول الجعد ثم نزل وذبحه، كما روى ذلك البخاري في أول كتابه الذي هو خلق أفعال العباد.
ولما ظهر الجهم أنكر عليه السلف، الجهم هو الذي نسبت إليه هذه البدعة التي هي إنكار الصفات وهو الذي نشرها وتلقاها عن الجعد بن درهم ولكن كان السلف رحمهم الله على جانب من العلم وعلى جانب من الإيمان فلأجل ذلك ردوا عليه وأنكروا بدعته وشنوا على الجهمية الذين هم أتباعه.