لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
12994 مشاهدة
4- فتنة النساء

ومن الفتن العظيمة فتنة النساء فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها من أعظم الفتن، لقوله -صلى الله عليه وسلم- اتقوا الدنيا، واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء رواه مسلم فقد جعلها فتنة، وأخبر أن بني إسرائيل قد فتنوا بها.
وفي زماننا قد عظمت هذه الفتنة، وكبرت وانتشرت! وذلك لأن الجمع الغفير من هؤلاء النساء أخذن يتبرجن، ويظهرن عاريات في الأسواق، متزينات بأنواع الزينة!
فمن أراد الله به فتنة مدّ نظره، وسرح طرفه إليهن، فلا يأمن أن يفتن وينخـدع وتجتذبه الشهوات المحرمة، وتحمله على الوقوع فيما حرم الله عليه من الزنا! أو مقدماته، فالفتنة بهن فتنة عظيمة.
ومن فتن النساء أيضا ظهور صورهن التي تعرض في الأفلام، وهذه والله مصيبة وفتنة كبيرة!!
وهكذا ظهور صورهن في الصحف والمجلات وبعض أنواع السلع، وهم يختارون أجمل الصور حتى يفتتن بها الشباب وغيرهم!! وأعظم من ذلك ظهور صورهن عاريات أو شبه عاريات كما تصور بالآلات الحديثة كما هو الحال في ما يسمى (بالدش) أو (البث المباشر)، نسأل الله العافية والسلامة.
وهذا لا شك أنه من أعظم الفتن، والتي تمكنت في هذا الزمان. وإنما يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فمن أعطى نفسه ما تميل إليه تابع النظر، وتابع التلذذ بذلك المنظر إلى أن يستكن في قلبه الميل إليهن أو يكاد! ومن حماه الله وعصمه، وأبعده عن ذلك فهو ممن أراد الله به خيرا.