إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
محاضرات في محافظة الباحة
3721 مشاهدة
تقديم

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أيها الإخوة الكرام، فمع مطلع هذا اللقاء المبارك، ومع أول هذه النشاطات الدعوية والعلمية التي تقام في المخيم الدعوي الصيفي الثاني بمنطقة الباحة يسعدنا ويشرفنا أن نحظى بأول لقاء مع أحد علمائنا الأفاضل، والذين استفدنا من علمهم في هذه السنوات الطويلة، فنسأل الله -عز وجل- بمنه وكرمه أن يجعل ما قدم في ميزان حسناته.
محاضرنا اليوم هو فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الإفتاء المتقاعد بالرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء، فنسأل الله -عز وجل- أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناته، وأن ينفع به الجميع.
وعنوان هذا اللقاء كما قرأتم هو: لقاء مفتوح، يتحدث الشيخ في مدة خمس عشرة دقيقة عن موضوع يختاره، ثم بعد ذلك يجيب على أسئلة الحاضرين، ونأمل أن تكون الأسئلة بخط واضح؛ حتى تعم الفائدة، والآن ندعكم مع فضيلة الشيخ.