القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
محاضرة بعنوان شكر النعم (3)
6851 مشاهدة
نعمة تطبيق الشريعة الإسلامية

نقول –أيضا- من نعم الله علينا: نعمة تحكيم الشريعة تحكيم شرع الله الذي جعله مفخرة للعباد، إذا تتبعنا الدول التي حولنا -شرقا أو غربا وجنوبا وشمالا- لا نجد فيهم من يحكم بالشرع؛ إلا من قل؛ بل نجدهم قد حكموا القوانين، وحكموا النظم الوضعية التي ليست من الشرع، أما في هذه الدولة -والحمد لله- فإنها دولة الشرع، ودولة القرآن، دستورهم: هو كتاب الله سبحانه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- علماؤهم الذين يحكمون فيهم بالأحكام الشرعية هم الموثوق بهم الذين حملوا كتاب الله، وتعلموا العلم الصحيح، وتعلموا من الدين ما يحكمون به، يتقيدون بكل حكم أمر الله تعالى به، يتقيدون بالأحكام الشرعية التي أمر الله بها والتي ألزم بها عباده، وينهون عن التحكيم بغير الله الذي ذم الله تعالى أهله.
قال الله تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ويقول تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ فالذين لا يحكمون بما أنزل الله: كفرة.. ظلمة.. فسقة.. بموجب هذه الآيات الكريمة في سورة المائدة.
فإذا وفق الله تعالى دولة إسلامية يكون حكمها بما أنزل الله تعالى كان ذلك سببا لنصرهم ولتمكينهم في الأرض ولاستخلافهم وجعلهم خلفاء في الأرض ومن أمن بلادهم وأمنهم من فزع ومن خوف ومن عدوان وكل ما اعتدى عليهم أحد رد الله تعالى كيده في نحره كما قال الله تعالى عن اليهود: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ أي- أبطل كيدهم، وأطفأ كيدهم، وردهم خائبين خاسرين، وكلما هم أحد بالأمة الإسلامية التي تحكم بشرع الله تعالى وتتقيد به كان ذلك سببا لرده وسببا لدحضه ونصر الحق ومن إظهار دين الله تعالى.
فهذه أفضل النعم التي خصنا الله تعالى بها، أو فضلنا بها على غيرنا، ذكرنا منها:
نعمة الإسلام، ونعمة العقيدة، ونعمة التوحيد؛ الذي هو الإخلاص، ونعمة الأمن؛ وأن سببه هو الإيمان، ونعمة تحكيم الشرع –أي- الحكم الشرعي.
فهذه الخمس.. يجب علينا أن نشكر الله تعالى عليها.