لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
من كتاب المواهب الجلية في المسائل الفقهية للشيخ عبد الرحمن السعدي
11860 مشاهدة
كيفية صلاة الكسوف

والصحيح في صلاة الكسوف حديث عائشة الثابت في الصحيحين: أنه صلى في كل ركعة ركوعين وسجودين، وأما ما سواه من الصفات فإنه وهم من بعضهم، واهم كما قال الأئمة: الأمام أحمد والبخاري وغيرهما، والله أعلم.


في صلاة الكسوف، جاء اختلاف؛ فأكثر الأحاديث في البخاري ومسلم وغيرهما أنه صلى ركعتين، في كل ركعة ركوعان وسجدتان؛ أي أنه كما هو معروف قرأ قراءة طويلة ثم ركع، ثم رفع وقرأ -أيضا - قراءة طويلة ثم ركع، ثم رفع، وقال: ربنا ولك الحمد، ثم سجد سجودًا طويلا، ثم جلس بين السجدتين جلوسًا طويلًا، ثم سجد سجدة أخرى، ثم قام، وقرأ قراءة طويلة ثم ركع، ثم رفع وقرأ قراءة طويلة، ثم ركع إلى آخرها.
فخالفت بقية الصلوات في تعدد القيام، وتعدد الركوع، في كل ركعة قيامان، وركوعان، وأما السجود كسائر الصلوات سجدتان بينهما جلسة.
لكن جاء في صحيح مسلم رواية أنه ركع ثلاث ركوعات؛ قرأ ثم ركع، ثم رفع فقرأ ثم ركع، ثم رفع فقرأ ثم ركع ثم رفع، ثم سجد سجدتين، ثم قام للثانية، فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع ثم رفع، ثم سجد؛ يعني في كل ركعة ثلاث ركوعات.
وجاء أيضا حديث في صحيح مسلم أنه ركع في كل ركعة أربع ركوعات، وجاء في سنن أبي داود ...