شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
القمار
21184 مشاهدة print word pdf
line-top
صور من جلسات الميسر!

بعد ما علمنا أدلة تحريم لعب الميسر نأتي إلى بعض صور هذا اللعب، وإن كان معروفًا لا يحتاج إلى تصوير، فيدخل فيه جميع الألعاب التي يتلهى بها البطالون، سواء أكانت على عوض أو على غير عوض، فكل الألعاب المشهورة تسمى قمارا، وتسمى ميسرا، وإن كان أغلب ما يسمى قمارا هو الذي يكون على عوض.
وعلى الإنسان أن يعلم أن جميع الألعاب التي يتلهى بها ويضيع بها وقته محرمة بكتاب الله تعالى كما في قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا .
وما أشد مطابقة هذه الآية على هؤلاء اللاعبين فإنها حقا منطبقة عليهم، وما ذاك إلا أنك متى أتيتهم وهم يلعبون فقرأت عندهم آيات من القرآن فإنهم غالبا سيمقتونك أو سيتفرقون، أو سيبغضونك ويهربون منك! فهربهم هذا هو المذكور في الآية: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا .
يكاد أن يصم أذنيه عن سماع القرآن، وهو قبل ذلك راغب ومنبسط، فرِح ومستبشر بلعبته وبلهوه وبباطله، فلما قرأت عليه شيئا من كلام الله، أو قرأت عليه شيئا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بحثت عنده في باب علمي من الأبواب المفيدة التي يهم البحث فيها أغضبه ذلك، وضاق ذرعا به ومقتك، وترك ما هو عليه، وهرب ليطلب مكانا لست فيه، ليلهو فيه بباطله!
ثم هو في الحقيقة لهو، واللهو باطل، فإن اللهو هو كل ما يتلهى به ويشغل الوقت بلا فائدة، وقد ذم الله الذين يشترونه، فهذا الكلام الذي يتكلمونه هو من لهو الحديث، فتراهم يتكلمون بقهقهة وضحك، وبكلام لا فائدة فيه ولا أهمية له.
ولا تخلو هذه الألعاب من الشتم والعيب، والقذف والسباب واللعان وما أشبه ذلك! وما ذاك إلا أنها ألعاب حضرها الشيطان، وكل شيء حضره الشيطان لا بد أن تظهر عليه آثار هذا العمل، وآثار عمل الشيطان!
فلأجل ذلك نجدهم دائما في سباب، وربما يلعن أحدهم نفسه، وقد يلعن أخاه، ويلعن والديه.
ولا شك أن هذا من الأدلة على تحريمها.

line-bottom