تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
القمار
12704 مشاهدة
صور من جلسات الميسر!

بعد ما علمنا أدلة تحريم لعب الميسر نأتي إلى بعض صور هذا اللعب، وإن كان معروفًا لا يحتاج إلى تصوير، فيدخل فيه جميع الألعاب التي يتلهى بها البطالون، سواء أكانت على عوض أو على غير عوض، فكل الألعاب المشهورة تسمى قمارا، وتسمى ميسرا، وإن كان أغلب ما يسمى قمارا هو الذي يكون على عوض.
وعلى الإنسان أن يعلم أن جميع الألعاب التي يتلهى بها ويضيع بها وقته محرمة بكتاب الله تعالى كما في قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا .
وما أشد مطابقة هذه الآية على هؤلاء اللاعبين فإنها حقا منطبقة عليهم، وما ذاك إلا أنك متى أتيتهم وهم يلعبون فقرأت عندهم آيات من القرآن فإنهم غالبا سيمقتونك أو سيتفرقون، أو سيبغضونك ويهربون منك! فهربهم هذا هو المذكور في الآية: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا .
يكاد أن يصم أذنيه عن سماع القرآن، وهو قبل ذلك راغب ومنبسط، فرِح ومستبشر بلعبته وبلهوه وبباطله، فلما قرأت عليه شيئا من كلام الله، أو قرأت عليه شيئا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بحثت عنده في باب علمي من الأبواب المفيدة التي يهم البحث فيها أغضبه ذلك، وضاق ذرعا به ومقتك، وترك ما هو عليه، وهرب ليطلب مكانا لست فيه، ليلهو فيه بباطله!
ثم هو في الحقيقة لهو، واللهو باطل، فإن اللهو هو كل ما يتلهى به ويشغل الوقت بلا فائدة، وقد ذم الله الذين يشترونه، فهذا الكلام الذي يتكلمونه هو من لهو الحديث، فتراهم يتكلمون بقهقهة وضحك، وبكلام لا فائدة فيه ولا أهمية له.
ولا تخلو هذه الألعاب من الشتم والعيب، والقذف والسباب واللعان وما أشبه ذلك! وما ذاك إلا أنها ألعاب حضرها الشيطان، وكل شيء حضره الشيطان لا بد أن تظهر عليه آثار هذا العمل، وآثار عمل الشيطان!
فلأجل ذلك نجدهم دائما في سباب، وربما يلعن أحدهم نفسه، وقد يلعن أخاه، ويلعن والديه.
ولا شك أن هذا من الأدلة على تحريمها.