(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
القمار
22929 مشاهدة print word pdf
line-top
المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أما بعد .
فإن من رحمة الله تعالى بعباده أن رضي لهم الإسلام الذي تضمن كل ما فيه مصلحة العباد في المعاش وفي المعاد، فقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3] ولم تكن تعاليم الإسلام التي شرعها الله -عز وجل- خاصة بالعبادات المحضة والقربات التي يتقرب بها إلى الله، بل إنه عام لكل ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة الدنيا، بما في ذلك المعاملات التي تكون بين العبد وبين أخيه، وبين العبد وبين ربه.
فإذا تأملنا هذه التعاليم السماوية وجدناها كفيلة بمصالح العباد والتمكين لهم، فكلما تمسكوا بها كانت لهم العزة والغلبة، وكلما تقاعسوا في تطبيقها، وأخلوا بشيء منها كان ذلك سببا في ذلهم وهوانهم، وتسلط أعدائهم عليهم!
وهذه سنة الله في خلقه، وذلك كله دليل على اشتمال هذا الدين على المصالح التي فيها النصر والعزة والظفر.
فإذا ما عرفنا ذلك امتثلناه بأنفسنا، وطبقناه على أولادنا، وحذرنا أولادنا عن كل ما يخالفه، وكذلك حذرنا إخواننا المسلمين، وأمرناهم بأن يتعاملوا بما هو مباح ويبتعدوا عما هو حرام.
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

line-bottom