خطبة الجمعة مع الإجابة على الأسئلة
إمهال الله تعالى للظالمين
هكذا أخبر بأنه لو يعاملهم بحسب سيئاتهم وبحسب خطاياهم لأهلكهم وعذبهم وقضى عليهم، ولكنه سبحانه يمهل ولا يهمل. أيحسب الظالم في ظلمه أهمله الغافر أم أمهله ؟! ما أهملوه رسم> بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا قرآن> رسم> ؛ الله تعالى يمهل ولا يهمل، يمهل العاصي ويؤخره إلى أن يأخذه على حين غرة وغفلة، كما ورد في بعض الآثار: ما أخذ الله قوما إلا عند غرتهم وغفلتهم وسلوتهم، هكذا ورد بالأثر.
دليل ذلك قول الله تعالى: رسم> وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ قرآن> رسم> رسم> فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ قرآن> رسم> هكذا أخبر لما أنهم نسوا المواعظ ونسوا التذكير ونسوا الخير ونسوا الآخرة أو تناسوها، وعملوا للدنيا وتنافسوا فيها -فتح الله عليهم أبواب الدنيا ابتلاء وامتحانا رسم> فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ قرآن> رسم> هكذا أخبر رسم> وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ قرآن> رسم> .
لما جاءهم أمر الله لما جاءتهم الدنيا ولما فتحت عليهم قست قلوبهم، واطمأنوا إليها وركنوا إليها، ونسوا الدار الآخرة وتناسوا أمر الميعاد، فعند ذلك أخذهم الله تعالى رسم> فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ قرآن> رسم> .
هذه سنة الله تعالى فيمن عصاه واتبع ما أسخطه وترك طاعته، أنه يفتح عليهم أبواب الدنيا ابتلاء وامتحانا، ويفتح عليهم الشهوات، ويعطيهم من زينة الدنيا ومن لذتها حتى يتمادوا ويظنوا أن هذا كرامة، يظنوا أن ما هم فيه فإنه كرامة لهم، وإنه دليل على أنهم من أهل الطاعة وأن الله قد رضي عنهم، ولكن لا يعتبرون ولا يخشون ولا يخافون أن هذا استدراج من الله تعالى.
ورد في الحديث رسم> إذا رأيت الله يعطي العبد وهو مقيم على معاصيه فاعلم أنه استدراج متن_ح> رسم> ؛ يعني قول الله تعالى: رسم> سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ قرآن> رسم> يملي لهم أي يمهلهم ويؤخرهم إلى أن يحين الوقت الذي يأخذهم فيه ويعاقبهم، ولكنه سبحانه يعفو ويصفح، يعفو عن كثير ويعلم عباده بالضر وبالخير رجاء أن يتوبوا إليه، ورجاء أن يعرفوه وأن يعرفوا حاجتهم إليه، فإذا عرفوا الله سبحانه وتابوا إليه فرحمته تغلب غضبه، ولكنه يمهل لبعض العصاة ويؤخرهم إلى أن يأخذهم وهم غافلون.
ورد في الحديث: رسم> إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وقرأ قول الله تعالى: رسم> وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ قرآن> رسم> متن_ح> رسم> يملي له يعني على ظلمه ويعطيه صحة وقوة، ويعطيه أموالا وأولادا، ويعطيه نعمة ورفاهية ورخاء، وهو مع ذلك مقيم على معاصيه، مقيم على كفره وفجوره، مقيم على ذنوبه وخطاياه إلى أن يأخذه الله رسم> أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ قرآن> رسم> فينتقم منه، رسم> وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ قرآن> رسم> .
كما أخبر تعالى بأنه يأخذ الظالمين رسم> أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ قرآن> رسم> ولكن ينخدع كثير منهم بإمهال الله تعالى وبما أعطاهم وبما أسداهم وفضلهم ووسع عليهم ورفع لهم من مكانة الدنيا. فليتق الله كل عبد ولا يعصي، وليعلم بأنه في قبضة الله تعالى، وأنه تحت سطوته وسيطرته، وأنه ليس له خروج عن تصرف ما أمر به سبحانه وتعالى.
مسألة>