القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
درس الآداب والأخلاق الشرعية
8773 مشاهدة print word pdf
line-top
أثر الآداب الإسلامية

لا شك أنا إذا تأدبنا بمثل هذه الآداب وابتعدنا عن أضدادها أصبحنا أمة متماسكة قوية لها معنويتها ولها أهميتها، أما إذا تفرقت كلمتنا وتشتت آراؤنا واستبد كل منا برأيه، فإن ذلك يكون سببا من أسباب الفرقة ومن أسباب ضعف المسلمين وعدم قوتهم، ويكون سببا أيضا بقوة أعدائنا وأضدادنا الذين يكيدون بنا وينتظرون بنا أو يتربصون بنا الدوائر.
معلوم أن المسلمين كلما اجتمعت كلمتهم في زمن من الأزمان وتمسكوا بمثل قول الله: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا تمسكوا بحبل الله واعتصموا به واجتمعوا على أمر الله -سبحانه وتعالى- وأخذ بعضهم ينصح البعض ويرشد البعض ويدل بعضهم بعضا ويهدي بعضهم بعضا، ويتأدبون بالآداب الدينية، كان ذلك من الأسباب التي تقوي معنويتهم وتجعلهم أمة متكاملة، ولقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحذر من كل شيء يكون سببا لوقوع العداوة والبغضاء سواء في المعاملات أو في غيرها.
فالآداب الإسلامية جاءت لأجل إثبات المودة، فقوله -صلى الله عليه وسلم- لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم جعل إفشاء السلام سببا للمحبة، وجعل المحبة سببا لدخول الجنة (لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا). ومعناه: أنكم إذا كنتم متباغضين متقاطعين، كل منكم يخذل الآخر وكل منكم يبغض الآخر، ويرشده إلى ضلال أو يهديه إلى ضلال أو يراه على ضلال ولا يبين له أو يتركه في ضلاله وفي عماه، فماذا تكون العاقبة؟ يكون هذا هالك وهذا هالك، هذا يحرص على إهلاكك وأنت تحرص على إهلاكه فتهلكون جميعا -والعياذ بالله-.
لا شك أن هذا من أسباب العذاب؛ بخلاف ما إذا تحاببنا وزالت الضغائن من قلوبنا وأصبحنا إخوة متحابين في ذات الله تعالى يحب بعضنا بعضا، وأتينا بالأسباب التي تثبت هذه المحبة: من السلام تبادل السلام وتبادل الزيارات وتبادل النصائح وتبادل أسباب المودة وأشباهها، إذا فعلنا ذلك كله ثبتت هذه المحبة وثبتت آثارها التي بين أنها من أسباب دخول الجنة.
ولقد كان -عليه الصلاة والسلام- يحث أيضا على الأسباب التي تسبب هذه المحبة والتي تسبب البعد عن ضدها، ففي قوله -صلى الله عليه وسلم- لما سألوه عن حق الطريق، قال: حق الطريق غض البصر وكف الأذى ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي قوله: للمسلم على المسلم ست بالمعروف: تسلم عليه إذا لقيته، وتجيبه إذا دعاك، وتشمته إذا عطس، وتعوده إذا مرض، وتتبع جنازته إذا مات، وتحب له ما تحب لنفسك وأشباه ذلك.
ما يقصد بذلك إلا أنا إذا فعلنا ذلك كله أصبحنا أمة متماسكة وأصبح بعضنا ينصح للبعض ويرشد البعض، وزالت عنا الضغائن وزالت عنا القواطع واجتمعت كلمتنا، وإذا اجتمعت كلمة المسلمين على الحق ضعفت كلمة عدوهم.

line-bottom