لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
كلمة حول طلب العلم
4452 مشاهدة print word pdf
line-top
النية في طلب العلم

ثم نتواصى بحسن النية في طلب العلم، النية الصالحة سبب للبركة في العلم، فالعلم القليل مع النية الصالحة يكون كثيرا، وأما إذا كانت النية غير صالحة فإن بركته قليلة.
وكيف تكون النية؟ وماذا تنوي بتعلمك؟
أولا: نوصيك أن تنوي بتعلمك الحصول على الشرف الذي هو فضل العلماء وشرفهم؛ فإن العلم يرفع أهله:
العلم يرفــع بيتـا لا عمـاد لـه
والجهل يهـدم بيت العـز والشـرف
فعليك أن تطلب العلم لأجل شرف العلم، ولأجل فضله، ولأنه يرفع أهله، قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ يرفعهم على غيرهم، ويتميزون بما أعطاهم الله وبما فضلهم به، و ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ .
ثانيا: نوصيك أن تنوي بتعلمك الحصول على فضل العلم، إذا عرفت بأن العلم له فضل فإنك تتعلم حتى تحصل على ذلك الفضل، تحصل على أن تكون من الذين يسلك الله بهم ويسهل بهم طريقا إلى الجنة، ومن الذين يكونون من ورثة الأنبياء، ومن الذين تتواضع لهم الملائكة، ومن الذين تستغفر لهم الحيتان في البحر، تستغفر لهم الدواب في البر والبحر، لا شك أنها ميزة وفضيلة تفوت الجهلة والمقيمين على الجهل.
وثالثا: نوصيك أن تنوي بتعلمك العمل على بصيرة؛ فإن كل مكلف مطالب بعمل، مطالب أن يعمل عملا صالحا، فإذا عمل ولكن كان عمله غير مستقيم أو على غير هدى لم يكن عمله مقبولا، بل كان عمله مردودا لأنه عمله على غير برهان، والله ليس يقبل العبادة إلا على العمل الذي أراده، فلا تقبل العبادة إلا على ما أراده الله تعالى، فإذا عمل الإنسان عملا على غير بصيرة كان عمله مردودا، فلو صلى وهو لا يعرف كيفية الصلاة ما قبلت، ولو تطهر وهو لا يحسن الطهور ولا يعرفه ما قبلت طهارته، ولو حج وأخل بأركان الحج أو بشيء من شروطه أو من واجباته ما قبلت حجته، وكذلك بقية الأعمال، فالإنسان يتعلم حتى تقبل أعماله إذا أداها كما ينبغي.
ورابعا: أن تنوي بتعلمك؛ أن تنوي بما تتعلمه كونك من الذين ينفعون الأمة، فإن الإنسان إذا كان عالما نفع نفسه، ونفع الله تعالى به غيرَه، ففي ذلك خير كثير، ينفع نفسه وينفع أيضا الأمة، يعلم جاهلا، ويرشد ضالا، ويبصر حائرا، ويهدي متحيرا، ويكون وسيلة إلى أنه يهتدي به من أراد الله هدايته.
وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية يعني علموا الناس ما تعلمون، وقوله: من دل على خير فله مثل أجر فاعله وقوله: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا وغير ذلك من الأدلة التي تدل على أن الإنسان مأمور بأن ينفع الأمة مما أعطاه الله، فينفع أبويه وينفع أسرته ومجتمعه، ويعلمهم كيف يتعبدون؛ لأنهم إذا كانوا جُهَّالا وقعوا في الحرام وهم لا يشعرون أنه محرم، وردت أيضا عليهم عباداتهم حيث لم يأتوا بشروطها ولا بمستلزماتها، وفسدت كثير من معاملاتهم حيث أنهم ما تعاملوها بالطريقة المشروعة، فأنت إذا تبصرت وعرفت الحق وعرفت دليله ورزقك الله تعالى بصيرة ونورا وبرهانا فإنك تنفع نفسك، وتنفع أهلك، وتنفع مجتمعك وأهل بلدك، وتنقذهم مما هم فيه من الجهل والضلال.
فكثير في هذه المملكة وفي غيرها من الممالك والدول الأخرى كانوا على جهل، يقعون في الشركيات، ويقعون في البدع، ويقعون في المعاصي، ولا يشعرون بأنها معاص، ويتعاملون معاملات سيئة، ثم وفق الله تعالى أولادهم فتعلموا في معاهد علمية، وفي مدارس خيرية، وفي جامعات إسلامية، ولما تبصر الأولاد رجعوا إلى آبائهم وإلى أهليهم، فأصلحوا من شأنهم، وبينوا لهم الشركيات حتى يتجنبوها، وبينوا لهم البدع حتى يعدلوا عنها ويتمسكوا بالسنة الصحيحة السلفية، وكذلك أيضا يتمسكون بالعمل الصالح ويعملون على بصيرة؛ فكان في ذلك نفع كثير.
الأولاد أعمارهم مثلا خمس عشرة إلى عشرين سنة تبصروا. آباؤهم في سن الستين والسبعين والثمانين سنة على جهل، ولكن لما تعلم الأولاد قالوا: يا آباءنا إن هذا خطأ، إن هذا الذي تفعلونه من التوسلات الشركية ومن البدع والضلالات إنه لا يجوز، وإننا قد علمتمونا أو فرغتمونا للتعلم فقد بصرنا الله تعالى ورزقنا ما نتبصر به؛ فأرشدوا آباءهم وأسلافهم وأنقذوهم وردوهم إلى السنة الصحيحة السلفية، فكان ذلك من فضل طلب العلم.
فهكذا علينا أن نتواصى بحسن النية وبنفع الإسلام والمسلمين، إذا عملنا بذلك -إن شاء الله- فقليل العلم خير من الجهل، والعلم فيه البركة، إذا تعلم العلم أنزل الله تعالى في علمه بركة وخيرا، نفع نفسه ونفع الأمة الإسلامية.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ورزقنا جميعا الاستماع والانتفاع، ووفقنا لأن نقول ونعمل، وأعاذنا من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، وجعلنا جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم وصلى الله على محمد .
أسئـلة
جزى الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه التوجيهات الكريمة والطيبة في مجال طلب العلم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يوفقنا إن شاء الله في طلب العلم النافع بالنية الصادقة الخالصة عند ربنا سبحانه وتعالى.
هناك بعض الأسئلة للشباب في هذا اللقاء.
س: أول هذه الأسئلة: يقول السائل: نكون في مثل هذه اللقاءات أحرص الناس على الصلاة وخاصة صلاة الفجر، فإذا رجعنا إلى أهالينا تخلفنا وضيعنا كثيرا، فما نصيحتك يا شيخنا؟
نصيحتنا أن تكون أعمال المسلم لله سبحانه وتعالى، فإذا عمل لربه وراقب الله تعالى قَبِلَ الله عمله. أما الذين يعملون ليمدحهم الناس أو ليراهم غيرهم فإن هؤلاء قد تكون أعمالهم مردودة، ثم نقول: لا شك أن ما ذكره السائل شيء واقعي، ولكن نوصيكم بأن تعملوا على بصيرة، ونوصيكم أيضا بأن تبذلوا الأسباب التي يعينكم الله تعالى بها على أداء العبادات وخاصة صلاة الفجر، اعملوا بالأسباب حتى يعينكم الله، من ذلك النوم مبكرا، ومن ذلك الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها، والاستيقاظ إذا أيقظكم الآباء لأدائها لوقتها، وعدم التكاسل وعدم التمادي مع الملهيات وما أشبهها.
س: جزاك الله خيرا، يقول السائل: كثرت الملهيات في هذا الزمان بما فيها من مفاسق ومفاسد، وتمر علينا أوقات تضعف أنفسنا ونحتاج إلى اللهو المباح، فبماذا توجهوننا حفظكم الله؟
نوصيكم بالبعد عن هذه الملهيات؛ فإن الاشتغال بها قد يقطع وقتا فاجعلوا بدلها أشياء مفيدة، وإذا ضجر الإنسان فلا بأس أنه يقرأ في شيء ينفعه، في كتب تأريخ، وفي كتب تراجم يطلع بها على أحوال من سبقه ويكون بذلك حفظ وقته ومع ذلك نشطت نفسه، فأما الوقوع في الملهيات فإنها مما يفوت عليه وقتا ثمينا.
س: يقول السائل: أنا طالب أقرأ القرآن وأحفظ سبعة أجزاء -ولله الحمد- ولكني إذا أذن المؤذن لأي صلاة، فهل أكمل القرآن أم أستمع إلى الأذان؟
تستمع إلى الأذان؛ لأن الأذان وقته محدد، بعد الانتهاء من استماع الأذان تعود إلى قراءتك، تستمع وتجاوبه تقول مثل ما يقول.
س: يقول السائل: ما حكم الصلاة في الثياب الشفافة والسراويل التي أعلى من الركبة ؟
إذا كانت شفافة بحيث تصف البشرة فلا تجزئ، الشفاف هو الذي يعرف به لون البشرة من وراء الثوب، لون الجلد أحمر أو أسود أو أبيض، فإذا كان كذلك فلا بد أن يلبس فوقها شيئا يستر، وكذلك السراويل القصيرة لا تصلح إذا كانت شفافة أو قصيرة، فإذا كانت السراويل فوق الركبة كالتبان فلا يستر، سيما إذا كان فوقه ثوب شفاف، بل إما أن يلبس سراويل ساتر يستر العورة من السرة حتى يستر الركبة، وإما أن يكون الثوب الذي فوقه ثوبا صفيقا.
س: يقول: هل الإسبال يشمل البنطلون وثوب النوم والسروال الداخلي الطويل؟
يشمل، يشمل ذلك كله إذا كان يمشي به، وأما إذا كان نائما، إذا كان للنوم فلا بأس كما لو التحف بكساء أو غطاء يستر بدنه.
س: يقول: نتدارس في هذا المركز القرآن الكريم في حلقات تلاوة بعد صلاة الفجر، واكتشفت من خلال وجودي مع زملائي ضعفي في تلاوة كتاب الله وتجويده، فبماذا توجهوني؟ هل توجهوني إلى حلقات القرآن؟ أو أستمع إلى أشرطة المقرئين فقط؟ أو أعكف على شيخ أتلو عليه كتاب الله؟
كلها إن شاء الله فيها البركة، إذا كانت الحلقات التي أنت تقرأ فيها تستفيد كيفية القراءة فهذا خير، وكذلك أيضا إذا كان هناك مقرئ جيد إذا قرأت عليه فإنه يوجهك فهذا أيضا مفيد، كذلك إذا استمعت إلى أشرطة مفيدة تقوم بها لسانك وتعدل بها قراءتك فهذا أيضا مفيد، كذلك إذا انفردت أنت في بيتك أو في زاوية في المسجد وأخذت تقرأ وتكرر القراءة واستفدت من ذلك فافعل ما يناسبك.
س: يقول: أنا شاب أمتلك جهاز حاسب آلي، فهل أستطيع أن أستفيد منه في طلب العلم؟
تستطيع، إذا كان تستطيع أن تسجل فيه معلومات ترجع إليها أو ما أشبه ذلك، فاستعمله في الشيء الذي ينفعك في طلب العلم.
س: يقول: نقرأ عن لذة العبادة ولا نجدها، فكيف تحصل للمتعبد؟
تحصل له بالنية، وبإحضار القلب، وبالحرص على أداء العبادة كما وردت.
س: ما حكم قصة القزع والقصات الحديثة التي انتشرت في هذه الأزمان؟
لا تجوز، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القزع الذي هو حلق بعض الشعر وقال: احلقوه كله أو اتركوه كله ؛ يعني إذا أراد أن يقص شيئا من شعره فلا بد أن يقص منه كله أو يتركه كله أو يحلقه.
س: يقول: ما حكم من اغتسل من الجنابة وفي إصبعه جبيرة ولم يمسح عليها ؟
إذا كان الماء يمر عليها فإنه يكفي، الأصل أنه يمر عليها الماء سيما إذا كانت في يده. نعم.
س: يقول: ما حكم العادة السرية إذا كانت تردنا ردا كاملا عما حرم الله؟
لا شك أنها أخف من الزنا، فإذا لم يستطع النكاح الحلال ولم يستطع أن يصبر عند ثوران الشهوة، فبعض الشر أهون من بعض، مع أن العلماء أفتوا بأنها لا تجوز، ولكن إذا خاف من وقوع الزنا ومن وقوعه في الفاحشة فعدل إلى ما هو أخف منه.
س: هل يجوز طلب العلوم غير الشرعية ؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؟
يجوز ذلك إذا كانت من مهم أو إذا من حاجات العباد، لا شك أن العباد يحتاجون، أن الناس يحتاجون، يحتاجون إلى تعلم العلوم الجديدة حتى يستغنوا عن غيرهم، فلا بأس بتعلم الصناعات اليدوية والهندسة وما أشبهها حتى يستفيد في دنياه وينفع الأمة.
س: وبماذا توصينا نحن الشباب المبتدئين بطلب العلم أن نبدأ بأمهات الكتب، أم غيرها، وجهونا حفظكم الله؟
ائتوا العلوم من مبادئها لتقرءوا من مباديء العلوم؛ يعني مثل: علوم العقيدة، كذلك أيضا العلوم الضرورية في اللغة علم النحو ونحوه وما أشبهه، فتتعلموا من هذه العلوم وتكون وسيلة إلى بقاء هذه المعلومات، كذلك التوحيد وما أشبهه.
س: يسأل بعض الشباب عن بعض الألعاب التي يرونها في هذا العصر عن طريق بعض الأشرطة سواء أشرطة الفيديو وهي التي فيها أفلام كرتونية تتحدث عن بعض الأخلاقيات الإسلامية والقصص الطيبة؟ وكذلك بعض الألعاب المسلية التي قد يكون فيها موسيقى وفيها شيء من العنف، جزاكم الله خيرا؟
الضابط أنه إذا كانت يستفاد منها فائدة دينية أو فائدة خلقية أو تحجز عن شيء محرم؛ فإنها مباحة، فإذا كانوا إذا لم ينظروا في هذه الأفلام الكرتونية ونحوها نظروا في أفلام جنس محرمة؛ فإن هذه أسهل. وإذا كانوا إذا نظروا فيها استفادوا أخلاقا وآدابا فإن فيها فائدة ويجوز الاستفادة منها. وأما إذا لم يكن فيها فائدة فإنها تعتبر باطلة فالاشتغال بالنافع أولى.
س: لبس الخاتم للرجال ما حكم الإسلام؟
يجوز إذا كان من فضة، وأما إذا كان من الذهب أو من الحديد، فهم –يعني- يجوز من الفضة أو من معدن، أو احتاج إلى أن يكتب عليه اسمه فلا مانع.
س: يقول: في هذا العصر بعض الشباب ليس غرضه العلم وإنما غرضه أخذ الشهادة حتى يأخذ أو يحصل على وظيفة منها، فما نصيحتك لهؤلاء الشباب؟
نصيحتنا لهم أن يحرصوا على إصلاح النية بقدر المستطاع، وتكون النية التي هي الاجتهاد؛ لأن الشهادة تابعة لا أساسية، أن تنوي بطلب العلم وبدراستك الحصول على العلم الذي تنتفع به في حياتك ويكون طلبك للشهادة وللوظيفة بعد ذلك تابعا لا أساسيا.
س: يسأل سائل عن التصوير يقول: إذا كان التصوير للتوثيق وليست للذكرى، فهل جائز أو لا؟
نرى أنه لا يجوز إلا إذا كان محتاجا إليه، محتاجا إليه أو سوف يحتاج إليه لشهادة أو لبطاقة أحوال أو لرخصة قيادة، فأما إذا لم يكن كذلك فالأصل الكراهة.
س: ويسأل سائل هنا عن ربا الصرف يقول يعني صرف الريالات الورقية بالريالات المعدنية، وإذا كانت هناك زيادة، يقول مثلا: يدفع عشرة ريالات نقدا ورقية، ويأخذ ثمانية ريالات؛ لصرفها للهاتف أو ما إلى ذلك؟
يجوز ذلك إذا كان يدا بيد لاختلاف الجنس؛ فإن هذه من أوراق وهذه من معدن، وهذه ثقيلة وهذه خفيفة، وهذه تتعرض للتلف وهذه تعرضها قليل؛ فلذلك وقع الاختلاف فالصحيح أنه يجوز.
س: الأسئلة كثيرة، ووقت الشيخ وقت ثمين، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب له الأجر، وأن يثيبه على هذه اللحظات...
س: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، وسدد جهودكم، ومعي بعض الأسئلة:
يقول السائل: هل هناك نهي عن النظر للشهاب عندما يرسله الله على الجن ؟
ما ذكر شيء، بعضهم يستعيذ بالله من الشيطان، إذا رأيته قد رمي به تقول: أعوذ بالله من الشيطان. تعرف أنه رمي به شيطان أو نحوه، أو تقول: لا إله إلا الله، أو: الله أكبر. أو ما أشبه ذلك.
س: يذكر آخر -حفظكم الله- أنه ورد في سنن النسائي -كما يظن- النهي والوعيد عن.. النظر إلى الشهب التي تغطيه...
ما أذكر ذلك، الظاهر أنه لا محظور في النظر فيها، في صحيح مسلم عن حصين بن عبد الرحمن الحديث الذي في البخاري ..- يقول كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا. هذا دليل على أنه إذا انقض الكوكب يعني رُمي به فإنهم ينظرونه ولا محظور عن النظر فيه.
س: يقول حفظكم الله: أطراف السجاد يعد سترة للمصلين؟
يعد ذلك؛ لأنه ورد في حديث في المسند ولو كان في إسناده مقال لكنه إسناده صحيح: أنه إذا لم يجد سترة خط خطا فجعل الخط قائما مقام السترة فإذا كان الإنسان ينظر إلى طرف السجاد فإنه يعتبره سترة.
س: يقول حفظكم الله: هل يلزم دعاء الاستفتاح في بداية كل ركعتين من قيام الليل، أم يأتي الاستفتاح في أول الركعتين الأوليين؟
الاستفتاح الذي هو..: اللهم رب جبرائيل وميكائيل هذا يكون -في أول ركعة- في أول تسليمة يصليها هكذا ذكرت عائشة والبقية كان يسر به، بمعنى أنه يدعو بقول: سبحانك اللهم وبحمدك... إلى آخر ذلك، ما كان يجهر به، فيدل على أنه جهر بقول: اللهم رب جبرائيل في أول ما يصلي.
س: يقول حفظكم الله- لو لم يدرك الركعة الأولى مع الإمام، فهل يأتي بالاستفتاح في الركعة الثانية؟
يستفتح بعد تكبيرة الإحرام بالنسبة له؛ فإن الاستفتاح إنما هو في أول ركعة، في أول ركعة بالنسبة للمسبوق هي الثانية مثلا.
س: يسأل -حفظكم الله- عن الآلات المستخدمة في قتل الحشرات كالذباب والبعوض؟
لا بأس بذلك لأنها مؤذية، إذا كانت مؤذية فإنه يجوز إحراقها ويجوز إبادتها بالمبيدات وما أشبه ذلك.
س: يقول: متى ينتهي وقت السنن الراتبة؟ وهل يجوز قضاء السنن الراتبة التي بعد العشاء وبعد المغرب؟
السنن الراتبة التي قبل الظهر أو قبل الفجر تكون بعد الأذان، وتنتهي القبلية بإقامة الصلاة: فإذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة .
وأما السنن التي بعدها كسنة الظهر والمغرب والعشاء فإنها تنقضي بدخول الوقت الثاني، وتصلى بعد ذلك قضاء؛ فإذا دخل وقت العصر انتهى وقت سنة الظهر، وإذا دخل وقت العشاء انتهى وقت سنة المغرب، وكذلك وقت العشاء ينتهي بنصف الليل، فتعتبر بعد ذلك قضاء؛ يعني صلاتها بعد ذلك تعتبر قضاء.
س: يقول حفظكم الله: كنت إماما في صلاة الظهر، وقمت إلى الركعة الثالثة قبل قراءة التشهد، وقبل أن أستقيم قائما رجعت وقرأت التشهد، ولم أسجد سجود السهو تعمدا، فهل علي شيء يا شيخ؟
أخطأت؛ فإن هذه الحركة تعتبر سجود سهو؛ فعليك أن تسجد، وعلى المأمومين أن ينبهوك، ينبهوك على أن تسجد؛ لأن كل من تحرك؛ يعني ولو حركة يسيرة يعني نهض قائما وكان ذلك عن سهو فعليه السجود في الحديث: لكل سهو سجدتان .
س: يقول حفظكم الله: هل يلزم أو هل يجوز أن يكون السجود كله دائما قبل السلام في الزيادة أو في النقص؟
يجوز ذلك لكن الأصل أن كله قبل السلام إلا في ثلاثة مواضع: إذا سلم قبل تمام الصلاة، أو بنى الإمام على غالب ظنه، أو لم يذكره إلا بعدما سلم؛ ففي هذه الحال يسجد بعد السلام.
س: يقول: إن أخته مدرسة ولها راتب، وزوجها أيضا له راتب، وهي لا تعطي زوجها أو قريبها.. من راتبها شيئا، فهل لها ذلك؟
لا شك أنها أملك بمالها، وراتبها يعتبر ملكا لها، فإن كان بينهما اتفاق عند العقد أن له من راتبها شيئا مقابل أنه تركها تذهب من منزله الذي يلزمها البقاء فيه، أو مقابل أنه يوصلها إلى المدرسة ويردها؛ فله أن يطالبها بما شرطها عليه، وإلا فالأصل أنه لها ولا تعطيه إلا ما سمحت به نفسها.
س: تقول: إن زوجها لا يعطيها حقها لدرجة أنه لا يجعلها تذهب للسلام على أهلها ويهددها بالطلاق هل إذا ذهب والدها إلى المحاكم يأخذ حقها في ذلك عليه؟
لا يجوز له ذلك، وإذا هددها فكونها يقع منه الطلاق خير من أن يحرمها من أبويها، ويسبب قطع الرحم الذي يقول: من قطعها قطعه الله واجب عليه أن يمكنها من زيارة أبويها وأهلها بحسب الأمر المعتاد.
س: يسأل حفظكم الله عن الألعاب التي في جهاز الكمبيوتر أو في السوني ما حكمه؟
الألعاب الملاهي لا شك أنها تعتبر لعبا ولهوا إلا إذا كان فيها فائدة؛ يعني كتقوية البدن أو لياقة أو صحة أو ما أشبه ذلك، فقد يكون فيها فائدة؛ فتباح بحسب ذلك، وأما الألعاب اليدوية والملاهي وما أشبهها فإنها تعتبر لهوا.
س: يسأل عن حكم الإسبال في الثوب.
... ما هناك أحد يقرأ عند المسلمين. الأحاديث التي وردت في الإسبال منها قوله عليه السلام ما أسفل من الكعبين فهو في النار من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه وأشباه ذلك، فالحديث ورد أن: أزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج عليه فيما بينه وبين الكعب، وأما ما تحت الكعب فلا يجوز.
س: يسأل حفظكم الله- عن حكم من رفع يديه في أثناء السجود.
اليدان يسجد عليهما، فيسجد على الأعضاء السبعة ولا يرفعهما، يرفع الذراعين عن الأرض ولا يبسط ذراعيه على الأرض، وكذلك أيضا إذا سجد، ما رُوي أنه يرفع يديه عند السجود، يقول ابن عمر ولا يفعل ذلك في السجود فإنه إذا خر ساجدا يسجد على يديه من غير أن يرفعهما كما رفعهما عند الركوع، وكذلك إذا سجد للسجدة الثانية.
س: يقول حفظكم الله: هل الجني يدخل في الإنسان؟ نريد دليلا على ذلك. إيش هو؟ الجني يلابس الإنسان؟
نعم، يقول الله تعالى: لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فإذا تسلط الجني على الإنسي غلب على إحساسه، يلابسه حتى يغلب على إحساسه، فإذا ضُرب فلا يقع الضرب إلا على الجني الذي لابس ذلك الإنسان.
س: يقول حفظكم الله: جدي أبو أمي هل هو محرم لزوجتي؟
الجد لا شك أنه أب؛ فأبوك محرم لأمك، وجدك أبو أبيك، وجدك أبو أمك كلهم يعتبرون آباء.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

line-bottom