شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
كلمة حول طلب العلم
5254 مشاهدة print word pdf
line-top
الحرص على اقتران العلم بالعمل

بعد ذلك نقول: إن من واجب طالب العلم الحرص على العمل، العمل بالعلم؛ وذلك لأنه هو الثمرة التي يجنيها من تعلمه، فإذا تعلم ثم طبق وعمل حصل على علم نافع وبقي علمه مفيدا له، وبقي أيضا معه في ذاكرته لا يغفل عنه ولا ينساه، وهذا هو الثمرة، فثمرة العلم العمل. ورد عن بعض السلف أنهم قالوا: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. يهتف به: يعني يدعوه من بعيد يقول العمل: اعمل أين العمل؟ العلم يهتف بالعمل أي يدعوه ويقول: أين عملك بي؟ فإن أجابه وإلا ارتحل، إذا لم يعمل بالعلم الذي طلب العلم لأجله؛ ذهبت علومه وضاعت عليه معرفته، ولم يبق معه شيء من معلوماته.

line-bottom