لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
كلمة في رئاسة الأمر بالمعروف
5985 مشاهدة print word pdf
line-top
الصبر على الدعوة إلى الله تعالى ونجاة صاحبها

وكذلك أيضا قد جعله الله تعالى وصفا للناجين من الخسران في قوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ التواصي بالحق هو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالصبر هو: الحث على تحمل ما يصيب الذين يأمرون وينهون من الأذى في ذات الله تعالى، فيتحملونه ويصبرون خشية أن يعاقبوا عقوبة عامة أو خاصة.
وقد ذكر الله تعالى عن لقمان أنه قال لابنه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ فهاهنا لما أمره بالأمر والنهي أمره بالصبر؛ ولعل ذلك إشارة إلى أن الذي يتصدى للأمر والنهي لا بد أن يؤذى، وأن يضطهد وأن يسمع ما يسوءه، وأن يسمع أذى، وأن يناله أذى في ذات الله؛ ولكن وظيفته الصبر.
كما حصل ذلك للصحابة رضي الله عنهم لما أنهم أمروا ونهوا بعدما أسلموا؛ آذاهم الكفار والمنافقون واليهود ونحو ذلك، قال الله تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ يعني: بلاء في الأموال وفي الأنفس من أعداء الله، وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا أي: تسمعون منهم الأذى بسب أو بأي نوع من الأذى والسخرية والهمز واللمز، ثم قال: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ كما قال لقمان وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي: إذا عزم المرء وتحمل وصبر فلا يضره، بل لا يزيده ذلك إلا تصلبا، ولا يزيده إلا قوة في ذات الله تعالى.
فعرفنا بذلك أن هذه الوظيفة من أفضل وأشرف الوظائف، وأن تركها سبب لفشو المنكر، وسبب أيضا للعقوبات التي ينزلها الله تعالى بالأمة إذا أظهروا المحرمات.
وقد ذكر الله تعالى عن بني إسرائيل أنه أنجى الذين ينهون، لما قسمهم إلى ثلاثة أقسام: قسم وقعوا في المنكر وفي المعاصي واستحلال يوم السبت واصطياد السمك الذي حُرِّم عليهم فيه، وقسم نهوهم، وقسم قالوا: لم تعظون؟ قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ فهذه الطائفة نهوهم وحذروهم وقالوا: مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ .
فلما جاء أمر الله وأحل العقوبة قال: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ يعني: عن هذه المحرمات: وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا الذين اعتدوا وعاندوا: وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ فالذين نهوا أنجاهم الله، والذين تعدوا أهلكهم: فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
فهذا يخوفنا ألا نسكت، وأن نجتهد حتى نكون من الذين ينجيهم الله: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ يعني: الذين ينهون عن ذلك السوء وعن ذلك المنكر، فالذين ينهون هم الذين نجوا.

line-bottom