شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
لقاء جماعة تحفيظ القرآن بالحريق
3392 مشاهدة print word pdf
line-top
المدارس الخيرية وأثرها في تحفيظ القرآن

ولما وفق الله تعالى في الأزمنة القريبة، من خمس وعشرين سنة، أو ست وعشرين سنة، ابْتُدِئَ في مدارس تحفيظ القرآن الخيرية، كان الناس ينفرون منها، أو يتوقفون عنها في زعمهم أنها تشغلهم عن الدراسة النظامية، ونحو ذلك، فكانت هذه فكرةً صدت كثيرا من الآباء عن أن يسجلوا أولادهم في هذه المدارس الخيرية لتحفيظ القرآن.
ولكن ظهر أن الأمر بخلاف ذلك، ظهر أن أولئك الشباب الذين عزفوا عن الدراسة في هذه المدارس أنهم انشغلوا باللعب، وانشغلوا باللهو، وانشغلوا بالتسكع في الطرق، والمشي في الأسواق، وأضاعوا أوقاتا ثمينة في هذا اللهو واللعب، ولم يستفيدوا.
وأما الذين سَجَّلُوا في هذه المدارس، وأقبلوا عليها، فإنهم حفظوا أوقاتهم، واستفادوا منها، وحصل لهم خير كثير، واستفادوا في حياتهم، ومع ذلك تفوقوا على غيرهم في الدراسة، مشاهَدٌ أنهم لا يُسبقون، بل يَسبقون في المدارس في المراحل كلها، في الابتدائي الذين يدرسون في القرآن ويهتمون به ويحفظونه قل أن يتأخروا في الدراسة، وكذلك فيما بعد الابتدائي متوسط وثانوي وجامعي، أن الله تعالى يساعدهم ويعينهم، ثم زيادة على ذلك أنهم يكونون من حفظة وحَمَلَةِ كتاب الله عز وجل، الذي يشرفُ مَنْ حمله، ويكون له فضل على غيره.

line-bottom