إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
لقاء جماعة تحفيظ القرآن بالحريق
3542 مشاهدة print word pdf
line-top
المدارس الخيرية وأثرها في تحفيظ القرآن

ولما وفق الله تعالى في الأزمنة القريبة، من خمس وعشرين سنة، أو ست وعشرين سنة، ابْتُدِئَ في مدارس تحفيظ القرآن الخيرية، كان الناس ينفرون منها، أو يتوقفون عنها في زعمهم أنها تشغلهم عن الدراسة النظامية، ونحو ذلك، فكانت هذه فكرةً صدت كثيرا من الآباء عن أن يسجلوا أولادهم في هذه المدارس الخيرية لتحفيظ القرآن.
ولكن ظهر أن الأمر بخلاف ذلك، ظهر أن أولئك الشباب الذين عزفوا عن الدراسة في هذه المدارس أنهم انشغلوا باللعب، وانشغلوا باللهو، وانشغلوا بالتسكع في الطرق، والمشي في الأسواق، وأضاعوا أوقاتا ثمينة في هذا اللهو واللعب، ولم يستفيدوا.
وأما الذين سَجَّلُوا في هذه المدارس، وأقبلوا عليها، فإنهم حفظوا أوقاتهم، واستفادوا منها، وحصل لهم خير كثير، واستفادوا في حياتهم، ومع ذلك تفوقوا على غيرهم في الدراسة، مشاهَدٌ أنهم لا يُسبقون، بل يَسبقون في المدارس في المراحل كلها، في الابتدائي الذين يدرسون في القرآن ويهتمون به ويحفظونه قل أن يتأخروا في الدراسة، وكذلك فيما بعد الابتدائي متوسط وثانوي وجامعي، أن الله تعالى يساعدهم ويعينهم، ثم زيادة على ذلك أنهم يكونون من حفظة وحَمَلَةِ كتاب الله عز وجل، الذي يشرفُ مَنْ حمله، ويكون له فضل على غيره.

line-bottom