إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
لقاء في عنك
3913 مشاهدة print word pdf
line-top
الحث على تعلم العلم النافع

أيها الإخوة، نرحب بفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين بين أبنائه وإخوانه، ونشكر له إجابة الدعوة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في العالمين، وأن يجمعنا وإياه في فردوس رب العالمين إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونستأذن فضيلة الشيخ في بداية هذا اللقاء بكلمة توجيهية يوجه فيها أبناءه وإخوانه في هذا المجلس، ثم بعد ذلك يكون الإجابة على بعض الأسئلة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الشيخ لما يحبه ويرضاه، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كلمتي أوصي فيها بتعلم العلم النافع الذي هو ميراث الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر فنقول: إن هذا العلم هو علم الكتاب والسنة، وما سواه من العلوم فإنها قد تكون شاغلة عنه، أو تكون مكملة له يُقتصر منها على القدر الكافي.
لا شك أن العلوم كثرت في هذه الأزمنة وزاحمت أو أضعفت حظ العلم الشرعي الذي هو قال الله وقال رسوله، ولما حصلت هذه المزاحمة ضعف الذين يعملون بالشريعة بسبب ضعف العلم عندهم، فعلى هذا نتواصى بأن نحرص كل الحرص على أن نبذل جهدنا، وجل أوقاتنا في تعلم العلم النافع الذي يؤدي إلى ثمرة يانعة وهي العمل الصالح.

line-bottom