اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
100 سؤال وجواب في العمل الخيري
19152 مشاهدة
100 سؤال وجواب في العمل الخيري

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فإن المراقب لأحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، شماليها وجنوبيها، ليرى أن المسلمين يتعرضون لضغوط كثيرة، من مجاعات وفقر شديدين يضران بالأبدان، وحملات ثقافية وفكرية مؤداها الصد الكامل للمسلمين عن دينهم، فتضر بفكرهم وعقيدتهم.
وفي مثل هذا الوضع القاتم كان لزامًا على المسلمين بعامة أن يقفوا ويواجهوا الهجوم الشرس على الأمة. وقد قام نخبة من المسلمين ببث روح الأخوة الإسلامية بين أبناء المجتمعات الإسلامية الموسرة ماديا، والتي قد استنارت وتفهمت في دينها، ليعمل الجميع على حماية إخوانهم. وهب -كذلك- المجتمع الإسلامي ليجود بالغالي والنفيس في سبيل الله لنصرة المسلمين في كل مكان.
وعند هذا الحال فقد صار العمل الخيري مؤسسة مترامية الأطراف، فيها من العاملين والمتطوعين العدد الكبير. ومع تفاعل هؤلاء مع هذا العمل وما فيه من تبعات، إلا أنه توجد مشاكل وأسئلة وآهات.
فالأسئلة التي يطرحها العاملون في مجال العمل الخيري كثيرة، والنقاش الذي يدور كثير، والإجابة على هذه الأسئلة من الأمور المهمة والمعينة للعاملين في الحقل الخيري، ونظرًا لما ألمسه وأجد من إخوتي وزملائي العاملين من تساؤلات متعددة فقد قررت منذ أكثر من عام تقريبًا في جمع ما استطعت من الأسئلة وطرحها على فضيلة العلامة سماحة الشيخ عبد الله الجبرين -رعاه الله وحفظه- وقد تجاوب معنا مشكورًا في الإجابة عن هذه الأسئلة بسعة صدر ورحابة، رغم أشغاله العلمية الكثيرة، فجزاه الله خيرًا.
ولقد استفدت من الجلوس معه ومن توجيهه خلال هذه الفترة اليسيرة، راجيًا من الله -سبحانه- أن ينفع بهذا العمل، وأن يجعله صدقة جارية إلى أن تقوم الساعة.
والحقيقة أن الأعمال الخيرية في غالبها يقوم عليها شباب أخيار، ورجال أفذاذ، وأساتذة فضلاء، لكن تمر من المسائل والمستجدات التي يغفل عنها الكثير من العاملين في هذا المجال، ولا سيما أن هذا العمل له علاقة وثيقة بالإيمان والأجر والثواب، وحري بالمسلم أن لا يخطو خطوة إلا وقد عرف مشروعيتها، ولقد شملت الأسئلة على محاور عدة، وكل محور خاص بقضية خيرية موزعة على النحو التالي:
1- أسئلة خاصة بالإغاثة.
2- أسئلة خاصة بالصيام.
3- أسئلة خاصة بالزكاة.
4- أسئلة خاصة بزكاة الفطر.
5- أسئلة خاصة بالأضاحي.
6- أسئلة خاصة بالمساجد.
7- أسئلة خاصة بالأيتام.
8- أسئلة خاصة بالموظفين والمتطوعين.
9- أسئلة خاصة بالنساء.
10- أسئلة خاصة بالاستثمار.
11- أسئلة خاصة بالدعاية والإعلان.
12- منهجية.
13- أسئلة عامة.
إضافة إلى أنني قمت بترقيم الآيات، وتخريج الأحاديث التي أوردها الشيخ -حفظه الله- سائلا المولى أن يحفظ الشيخ بحفظه ويكلؤه برعايته، وأرجو من إخواني وأحبابي القراء المشاركة في تطوير هذا العمل، سواء بجمع أكبر قدر من الأسئلة التي تخص الأعمال الخيرية والاجتماعية، أو العناية بالكتاب من حيث التقييم، أو أي اقتراح مناسب، شاكرًا لكم جهدكم وتعاونكم، وداعيًا الله -سبحانه- أن يجعله عملا صالحًا ولوجهه خالصًا، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، والله ولي التوفيق.