قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الشباب والفراغ
9623 مشاهدة print word pdf
line-top
الشباب والفراغ

الحمد لله الذي خلق الخلق للعبادة، ونفذ فيهم ما قدره وأراده، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد:
فقد كنت ألقيت محاضرة ارتجالية في أحد مساجد الرياض تتعلق بشغل الوقت والنهي عن إضاعته، ثم نسخها بعض الأخوة من أشرطة التسجيل، ورغب نشرها بعد إصلاح بعض الأخطاء التي هي سبق لسان، فأذنت له في ذلك، ولم أتمكن من إعادة سبكها وتنظيمها لبعض العوائق، ولكن لا تعدم الفائدة منها إن شاء الله.
وذلك لما رأيناه في هذه الأزمنة من إكباب الأمة على هذه الملهيات والألعاب الشاغلة والقاطعة للحياة، وهكذا كثرة الفتن التي أذهبت على جماهير الأمة صفو أوقاتهم، بل كانت عاقبتها أن أوقعت من تمادى معها في المعاصي والمحرمات التي تحكمت في عقولهم، وملكت عليهم إرادتهم، واستعبدت أهواءهم وميولهم، وصعب عليهم التخلص من تلك الشهوات الآثمة.
* بل رأى الكثير منهم أن الصواب ما سلكوه، واستنقصوا من خالفهم أو عاب عليهم مسالكهم.
* واعترف بعضهم بالخطأ، واعتذروا بأنها قد تحكمت فيهم تلك الشهوات والميول فلا يستطيعون فراقها.
* وهدى الله بفضله الكثيرين منهم وأقلعوا عنها، وتداركوا بقية حياتهم، واستغلوا أوقاتهم فيما يعود عليهم بالفوائد العاجلة والآجلة.
والله يهدي من يشاء بفضله، ونسأله سبحانه أن يمن علينا بالهداية، وأن يرد ضال المسلمين إلى رشده ردا جميلا، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

قاله
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
5\4\1413هـ


line-bottom