إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
الشباب والفراغ
7177 مشاهدة
تقديم فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

الحمد لله الذي خلق الخلق للعبادة، ونفذ فيهم ما قدره وأراده، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد:
فقد كنت ألقيت محاضرة ارتجالية في أحد مساجد الرياض تتعلق بشغل الوقت والنهي عن إضاعته، ثم نسخها بعض الأخوة من أشرطة التسجيل، ورغب نشرها بعد إصلاح بعض الأخطاء التي هي سبق لسان، فأذنت له في ذلك، ولم أتمكن من إعادة سبكها وتنظيمها لبعض العوائق، ولكن لا تعدم الفائدة منها إن شاء الله.
وذلك لما رأيناه في هذه الأزمنة من إكباب الأمة على هذه الملهيات والألعاب الشاغلة والقاطعة للحياة، وهكذا كثرة الفتن التي أذهبت على جماهير الأمة صفو أوقاتهم، بل كانت عاقبتها أن أوقعت من تمادى معها في المعاصي والمحرمات التي تحكمت في عقولهم، وملكت عليهم إرادتهم، واستعبدت أهواءهم وميولهم، وصعب عليهم التخلص من تلك الشهوات الآثمة.
* بل رأى الكثير منهم أن الصواب ما سلكوه، واستنقصوا من خالفهم أو عاب عليهم مسالكهم.
* واعترف بعضهم بالخطأ، واعتذروا بأنها قد تحكمت فيهم تلك الشهوات والميول فلا يستطيعون فراقها.
* وهدى الله بفضله الكثيرين منهم وأقلعوا عنها، وتداركوا بقية حياتهم، واستغلوا أوقاتهم فيما يعود عليهم بالفوائد العاجلة والآجلة.
والله يهدي من يشاء بفضله، ونسأله سبحانه أن يمن علينا بالهداية، وأن يرد ضال المسلمين إلى رشده ردا جميلا، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

قاله
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
5\4\1413هـ