تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
عوامل صلاح المجتمع (لقاء مفتوح)
2908 مشاهدة
ضرورة قبول التناصح والتواصي في الخير

كذلك أيضا إذا لاحظ عليك أحد أصدقائك وإخوانك بأنك تهمل نفسك ولا تهتم بمصلحتها؛ فتقبل هذه الملاحظة، فكثيرا ما يكون الإنسان منشغلا بشهواته بسهوه ولهوه، ولا يشتغل بالعلم ولا يتعلم ما ينفعه، ولا يحضر مجالس الذكر، ولا مجالس العلم، ولا يحضر في حلقات العلم ونحو ذلك. فإذا لاحظ عليك أحد إخوتك، وقال: إني رأيتك معرضا عن العلم وعن الخير وعن أهله؛ فاقبل هذه الملاحظة وقل: جزيت خيرا.
وعليك بعد ذلك أن تحرص على أن تكون من حملة العلم ومن مجالسي العلماء، وتحرص على مجالس الذكر وحلقات العلماء ونحوهم؛ لتستفيد فإنك بحاجة ولن تستغني؛ لن تستغني عن التزود من العلم فلا تبق على جهلك. وقد تقول: إني أعرف ذلك. نقول: إن ما فاتك كثير ولو أن يحصل من ذلك رقة قلبك في مجالس الذكر والخير. ورد في الحث على مجالس الذكر والترغيب فيه أحاديث كثيرة لا نطيل بذكرها.
كذلك أيضا إذا لاحظ عليك أحد إخوتك وأصدقائك أنك لا تهتم بجيرانك، ولا تهتم بإخوانك فاقبل ملاحظته؛ وذلك لأن كثيرا من الناس يجالس السفهاء ويجالس الفسقة. فإذا نصح بذلك فعليه أن يحرص على ملاحظة ذلك، وأن يهجر العصاة ويهجر مجالسهم، وكذلك يحرص على مجالسة الأخيار والصالحين؛ ليكون منهم وليحشر في زمرتهم.
فنسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، نسأله سبحانه أن يعصمنا من الخطأ والخلل، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يثبتنا على الصراط المستقيم. نسأله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين، ويصلح أئمتهم وولاة أمورهم، ويجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون.
كما نسأله أن يجعلنا جميعا من الذين يحبونه ويحبون من يحبه، ويرزقنا محبة ذكره ومحبة عبادته والرغبة فيما لديه، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والمعاصي، ويجعلنا من الراشدين؛ إنه على كل شيء قدير، والله أعلم، وصلى الله على محمد .
ونشتغل بجواب الأسئلة.
أسئـلة
شكر الله لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين هذه الكلمة . نسأل الله عز وجل أن يكتبها له في ميزان حسناته.
س: هذا سائل يقول: أنا شاب متزوج. زوجتي أحيانا يصيبها الضيق ولا ترغب في الجماع إلا أن أرغمها على ذلك، وإذا أمرتها بالحجاب فهي تغضب منه جدا ولا تكلمني؛ فما هو الحل تجاهها؟
الرجل أملك لامرأته فعليه أن يلزمها أن تتحجب إذا خرجت، وألا تخرج إلا لضرورة، وتخرج مع محرم أو مع من تزول به الخلوة. وأما الجماع فإنه حق له؛ ورد في الحديث: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ؛ فلا يجوز لها أن تمتنع من ذلك.
س: يقول: هل النفساء لها وقت محدد مثلا أربعين يوما حتى تطهر؟ أم أنه محدد بالطهر؟
محدد بالطهر؛ لو طهرت بعد خمسة أيام اغتسلت وصلت، فليس لأقله عدد لكن قالوا: أكثره أربعون يوما، وما رأت من الدم بعد الأربعين أو من الوسخ والصديد ونحوه فإنه يعتبر دم فساد. هكذا رجحه بعضهم فأقله ليس له أقل؛ من النساء من لا ترى الدم أبدا من حين تلد وهي طاهرة فتصلي.
س: يقول: أنا شاب متزوج ساكن مع والدي، ولي أخ عمره خمسة عشرة سنة في البيت معنا، وزوجتي تخاطبه ولا أستطيع أن أسكن وحدي أفيدوني. جزاكم الله خيرا؟
عليك أن تلزم امرأتك أنها تحتجب عن أخيك الذي قد بلغ الخامسة عشرة يعني أنه قد رشد، تحتجب عنه ولا تخاطبه إلا مع غيره يعني: مع أبيك أو مع أحد النساء عند الحاجة.
س: يقول: إن لي أبناء ثلاثة لا يصلون هداهم الله إلا في وجودي وحضوري، وإذا راقبتهم من بعيد وجدتهم لا يصلون، وكثيرين ما يسهرون ، فما نصيحتكم في تربيتهم ؟
أنت أقدر منهم، فعليك. أولا: ننصح المسلم أن يربي أولاده من الصغر، إذا تم الطفل ذكر أو أنثى سبع سنين يدربه على الصلاة، ويأخذ بيده إلى المسجد؛ إذا كان ذكرا حتى يألف الصلاة ويحبها في صغره إذا بلغ. وبعدما يتم عشر سنين يؤدبه يضربه عليها حتى يعرف قدرها.
ففي هذه الحال عليك أن تخوفهم وأن تؤدبهم، وأن إذا استدعى الأمر إلى أنك تجلدهم أو تضربهم؛ فإنك أملك بذلك، وبعد ذلك قد تقول: إنهم كبروا وأنهم قد عقلوا ولا حيلة فيهم، في هذه الحال هناك عند الهيئة صلاحية في عقوبة من يترك الصلاة بسجنه مثلا وجلده ولعل ذلك يكون رادعا.
س: امرأة تزوجت من رجل وعندها منه أطفال. كان في بداية الزواج يصلي ولكن بعد الزواج أصبح لا يصلي في المسجد، وإذا سمع الأذان جلس في البيت أو ذهب لينام، وأحيانا لا يصلي صلاة الجمعة. فما حكم بقاء هذه المرأة معه على الرغم من أن عندها أطفالا منه؟
عليها نصيحته وتخويفه وعليها تذكيره بما كان عليه في أول الأمر، ولها في هذه الحال أن تطلب الطلاق إذا كان مصرا على ترك الصلاة تركا كليا لا يصلي في بيته ولا يصلي في المسجد، وبعد ذلك أو قبله تخبر أهله وأقاربه وأهلها لعلهم أن ينصحوه ويحذروه.
س: يقول: هل يجوز تسمية طفل باسم عبد الرسول؟
لا يجوز، لا يعبَّد إلا لله، لا يعبَّد إلا بأسماء الله، فكلنا عبيد الله. وأما التعبيد للرسول أو لغيره من المخلوقين فهذا لا يجوز.
س: يقول: أنا شاب قد منّ الله عليّ بالهداية، ولكني أشرب الدخان غالبا، ولا أستطيع تركه وأنا شاب .، فبماذا تنصحونني؟
ننصحك بتركه، هذا الذي ننصحك به، وقولك: إنك لا تستطيع هذا من ضعف الهمة، نقول: إنك تستطيع؛ فعليك أن تتركه تركا كليا؛ لا تتركه بالتدريج بل اقطعه مرة واحدة، واصبر عنه ولو أحسست بألم، ولم أحسست بدوخة أو بألم في أعصابك أو نحو ذلك. اصبر على هذا الآلام يوما يومين، أسبوعا أسبوعين، شهرا شهرين، وبعد ذلك يزول عنك هذا الداء وتصبح سليما إن شاء الله.
واعتبر بكثرة الذين تابوا منه حتى ولو كانوا كبار الأسنان؛ ذكروا أن طبيبا بلغ ستين أو اثنتين وستين سنة وهو يدخن بحيث إنه يدخن في كل يوما مثلا عشرين سيجارة أو أكثر ولكن انتبه لنفسه وألقى آخر سيجارة وقال: هذا آخر العهد وتاب من بعده وصبر أياما قليلة وعافاه الله تعالى.
فننصحك بأن تتركه تركا كليا، هناك كتاب ألفه بعض النصارى وهو مترجم بالعربية اسمه: كيف تبطل التدخين الذي ألفه ليس بمسلم، ولكنه ناصح لكل من يتعاطاه، ابحث عنه في بعض المكتبات وتجده وتسترشد بإرشاداته. وكذلك أيضا كتاب آخر مؤلفه أيضا نصراني اسمه الدخينة في نظر طبيب مترجم إلى العربية؛ إذا قرأته فلعلك أن تجد فيه ما يحملك على التوبة.
- الشيخ حفظكم الله، وأيضا هناك لجان خيرية في مسكن الأمير المنصور بن عياض المجاور، للتدخين وعيادة للتدخين، ندل الأخ أن يزور هذه العيادة فبها طبيب وبها أخصائي يهتمون بهذا الأمر.
- وكذلك أيضا هناك أطباء قد عرفوا ضرره فينصحون عنه، ويرشدون إلى العلاج الذي يكون به تاركا له تركا كليا.
س: يقول: ما هي البائنة؟ ... المرأة البائنة؟
ما يقال: البائنة يقال: البائن؛ لأنه يختص بالمرأة. المرأة البائن هي التي طلقت وانتهت عدتها فيقال: هذه بائن بينونة صغرى؛ إذا كان طلقها واحدة ثم انتهت عدتها ولم يراجعها؛ فإنها بانت منه ولكن يقدر أن يخطبها ويعقد عليها عقدا جديدا، هذه بائن بينونة صغرى. أما البائن بينونة كبرى؛ فهي التي طلقها ثلاثا؛ فهذه لا رجعة له عليها لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره.
س: يقول: أنا شاب أبلغ من العمر واحدا وثلاثين عاما ثم يقول: ودخلي الشهري هو ألف وخمسمائة ريال، وأنا لا أستطيع بذلك أن أتزوج لغلاء الأمور، فهل بقائي دون زواج علي فيه إثم؟ أم لا ؟
إذا بلغت الثلاثين انتهى سن الشباب، فما بعد الثلاثين يسمى كهلا، الكهل هو من الثلاثين إلى الستين. الشاب من أول عمره إلى الثلاثين، وما بعده يسمى كهلا إلى الستين ثم يدخل في الشيخوخة. ننصحك أن تتزوج والله تعالى يعينك، الله تعالى يقول: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
وعندكم في جدة جمعية لمساعدة المتزوجين، وهي التي يشرف عليها أخونا الشيخ صبيح فهذه الجمعية فيها مساعدة للمتزوجين، وكذلك أيضا قرض، وكذلك تخفيف لبعض الأمور، وهناك بيت بدون تكلفة وبدون أجرة؛ يراجع الشيخ صبيح العقلة وهو معروف.
وكذلك أيضا لعلك تستعين بأصدقائك وبأهل الخير، يساعدك هذا بكذا وهذا بكذا إلى أن يحصل لك إن شاء الله ما يعفك ولا تبقى عزبا.
س: يقول: لقد طلقت زوجتي ثم راجعتها بدون أن تعلم، ثم طلقتها أمام أهلها، وأريد أن أراجعها الآن علما أن طلاقي لها للمرة الأولى كان أكثر من كلمة؛ أي قلت: طالق، طالق، طالق؛ فهل تعد هذه طلقة أم ثلاثة؟
قوله: طالق، طالق، طالق يختلف باختلاف نيته؛ فإذا كان يريد العدد فإنها تقع ثلاثة، وإن كان يريد التأكيد فإنها تقع واحدة بحسب النية. التأكيد تكرار الكلمة لأجل التقوية؛ كأن يقول: قومي قومي قومي القيام واحد، أو اخرجي اخرجي اخرجي، أو أنت امرأتي أنت امرأتي أنت امرأتي؛ يكرر ذلك للتأكيد أو للإفهام.
وأما إذا كان يريد العدد؛ يعني أن الكلمة الثانية غير الأولى والثالثة غير الثانية؛ فإنها تقع الثلاث وبكل حال إذا كان راجعها وهو نوى أن الأولى تكرارها للتأكيد حسبت واحدة؛ فينظر في الثانية أيضا إن كانت واحدة؛ فإنه قد بقي له طلقة، وإن كانت ثنتين فإنها قد بانت.
س: يقول: أنا لدي أخت وهي تتكلم بالهاتف كثيرا، وتخرج من البيت؛ فهل يجوز لي أن أتجسس عليها حتى أعلم ما وراءها؟
عليك أنت وعلى والديها وعلى أيضا أخواتها أن يلاحظوا عليها وأن يتفقدوا كلامها ومن تكلم؛ فإن هذه الهواتف سواء كانت الهواتف الجوالة أو الهواتف الثابتة -قد أصبحت مفتاح سوء لكثير من النساء بحيث إنه يتصل عليها، ثم هذا الذي يتصل يعدها ويمنيها ويعطيها ونحو ذلك إلى أن تلين معه، وإلى أن تخرج معه وتفعل أو يفعل ما يشاء والعياذ بالله.
فلا بد من الملاحظة. ولكن إذا كانت ليست متّهمة فلا ينبغي المتابعة الشديدة، إذا كنت تثق بأنها ديّنة وصالحة عفيفة ونحو ذلك، وكذلك أيضا إذا كانت غير متزوجة تحرص على أن تزوجها حتى تعفها.
س: يقول: ما معنى الباءة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب ؟
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج التي هي مؤونة النكاح، من استطاع المهر وكذلك النفقة والسكنى، وكذلك ما يحتاج إليه هو وزوجته -إذا كان قادرا على ذلك فيبادر ويتزوج. وأما إذا كان فقيرا فإنه يصبر؛ لقول الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
س: يقول: هل يسقط الترتيب بين الصلوات لخوف فوات الجماعة ؟
هكذا قالوا، وإن كانوا قالوا: يسقط لخروج أو خوف خروج وقت اختيار الحاضرة، مثال ذلك إذا فاتتك صلاة الظهر وصلاة العصر، وجئت والناس قد أذنوا لصلاة المغرب، ففي هذه الحال تبدأ بصلاة الظهر ثم بصلاة العصر. فإذا أقيمت صلاة المغرب فلك أن تدخل معهم في صلاة المغرب وتصليها والفائتة تصليها بعد ذلك هذا قول.
وإن –أعني- اخترت القول الآخر وهو أنك تصلي الصلاتين الفائتتين، ولو فاتتك المغرب مع الجماعة، هذا أيضا لعله أقرب حتى يحصل الترتيب؛ ولأن وقت المغرب لا يزال باقيا.
س: يقول: ما هو القول الفصل في كاميرات الفيديو والتصوير بها؟
حسب ما يصور فيها، قد تكون مفيدة إذا صور فيها وقائع من وقعات المسلمين كالجهاد والمجاهدين ونحوهم، أو صور فيها بعض أنشطة المجاهدين وتمرناتهم وتدربهم على الأسلحة وحملها كذلك. أو كذلك صور فيها بعض أحوال المستضعفين من المؤمنين في أطراف البلاد، وما يلاقونه من جهد وجوع ونحو ذلك؛ فإن في هذا ما يعطف بسببه المسلم على أولئك، ويجود بما أعطاه الله.
أما إذا كان الذي يصور فيها لا فائدة فيه؛ لهو وسهو أو نحو ذلك أو كان غناء واجتماعا على معاصٍ؛ وتصوير نساء متكشفات ونحو ذلك -فلا يجوز؛ وذلك لأن هذه الكاميرا يمكن أنه -يعني- تصور بها هذه الصور في هذا الفيلم وليس بثابت بل يمكن مسحه وتصوير غيره.
س: يقول: كثر في هذا الزمان لبس الشباب للسلاسل الذهبية والأساور؛ بل إن بعضهم يلبس صورا فاضحة على صدره؛ فهل من نصيحة وتوجيه؟ وما هي أفضل وسائل الإنكار لهذا الأمر؟
لا نظن أن إخواننا الحاضرين يتعاطون ذلك، ولكن نقول: إنهم قد يعرفون بعض أولئك؛ فعليهم أن ينصحوهم؛ أولا: أن لبس الذهب محرم على الرجال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الذهب والحرير: هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم ؛ فالذين يلبسون هذه السلاسل الذهبية ونحوها يفعلون ما هو محرم، يستحق عليه العقوبة.
وثانيا: أن في هذا تشبه بالنساء، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ؛ فالذين يتشبهون بالنساء في حمل هذه الصور، أو كذلك بتعليق هذه السلاسل أو ما أشبه ذلك -متعرضون لهذا اللعن الذي هو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى.
كذلك أيضا لا شك أن هذه أمارة سيئة؛ فالذين يتعاطون ذلك من هؤلاء الشباب كأنهم يدعون إلى الفساد؛ فقد يكونون من المتأنثين الذين يدعون إلى فعل الفاحشة معهم أو ما أشبه ذلك أو من رآهم فإنه يطمع فيهم، ويندفع نحوهم فيكون ذلك دافعا إلى فعل هذه الفواحش المحرمة. فانصحوهم وانصحوا أيضا أولياء أمورهم آباء وإخوة حتى تنقطع هذه العادة السيئة.
س: يقول: هل يجوز استخدام زيت الحشيش المخدر لتغذية الشعر؟ وإذا كان لا يجوز، فهل تقص المرأة التي فعلت ذلك شعرها علما بأنه ينبت الشعر أو يزيد من طوله؟
متى وجد هذا الحشيش وجب إحراقه ووجب إتلافه، ولا يجوز استعماله؛ وذلك لأنه محرم. هذا الحشيش ظهر في زمن قديم قبل وقت شيخ الإسلام ابن تيمية وكان يشدد فيه ويقول: إن الخمر أسهل منه؛ يقول: الخمر بمنزلة البول والحشيش بمنزلة الغائط. نعوذ بالله الذين يتعاطون ذلك كأنهم يأكلون هذا النتن، ولكن زين لهم أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا .
فمتى وجد وعثر عليه وجب إحراقه وإتلافه؛ فالمرأة لا يجوز لها أن تستعمله لأنا نحكم بنجاسته وبقذارته، ولو أنه نبات، ولو أنه ما يضر إلا لمن أكله، ولكن لما كان ِمن ما حكم بقذارته لزم إتلافه والقضاء عليه هذا من جهة. جهة ثانية: ذكرت أنها قد فعلت؛ أي قد دهنت رأسها أو شعرها بهذا. فنقول: لا تحلقه، ولكن تتركه إلى أن يذهب. يذهب مع الغسل مرة مرتين عشرا، فإذا ذهب أثره فلا تعد إلى عمله مرة أخرى وتنصح أخواتها ألا يفعلن.
س: يقول: هل يجوز هذا القسم؛ فقد درج على بعض ألسنة الناس قسما عظما؟
كلمة قسم عليك أو أقسمت عليك هذه قد لا تعد يمينا؛ وذلك لأن اليمين هي الحلف أن يقول: والله أو بالله أو تالله أو والرحمن أو بالعزيز أو ما أشبه ذلك من أسماء الله تعالى، وكذلك الحلف بالطلاق أو بالعتاق أو ما أشبه ذلك.
فأما إذا قال: قسم أو قسم عليك؛ فنرى أن هذا يسمى قسما، وقد يكون من الممنوع الذي هو قسم بغير الله وفيه الحديث: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك فعليه أن يتوب ولا يستعمله.
س: يقول: نحن قوم إذا مات عندنا ميت في جدة -يأتينا أناس من خارجها لحضور الدفن، وبما أن مكانهم بعيد لا يستطيعون العودة في نفس اليوم لطول الطريق، نقوم باستضافتهم وإعداد الوليمة أو الولائم لهم، فهل هذا جائز أم لا؟
لا ينبغي لأهل الميت أن يصنعوا الطعام لغيرهم من هؤلاء المعزين لهم، فلا بأس أن يعمل الطعام أحد أقاربهم غير أهل الميت. فأما أهل الميت فيقتصرون مثلا على سقيهم ماء أو قهوة أو نحو ذلك في عادة جلوسهم، ويضيفون عند غيرهم من أقاربهم أو من جيرانهم أو نحو ذلك؛ لأنه ورد في الحديث أو في الأثر عن حذيفة قال: كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة.
س: يقول: ما حكم قول بعض القائلين عند الدخول على مجموعة من الرجال: النظر تحية أو النظر سلام؟
ليس بصحيح. لا بد من السلام الذي هو اللفظ أن يقول: السلام عليكم، فأما مجرد أن ينظر إليهم فلا يكون النظر تحية.
س: يقول: ما حكم الشعر والاستماع إلى الشعر .. الذي يكون بين شاعرين ممن.. بعضا من الهجاء الذي تنفر منه النفوس؟
أولا: ورد أنه جائز شيء من الشعر الذي فيه تحية أو ترحيب أو مديح مباح في حفلات الزواج؛ ورد أنه صلى الله عليه وسلم ذكر حفلا أو زواجا عند بعض الأنصار فقال: إنهم قوم يحبون اللهو وأنه مرة أرسل أو أمر بزفاف بعض أقاربه أو بعض أصدقائه فقال: هلا أرسلتم من يقول: أتيناكم أتيناكم، فحيونا نحييكم .
فهذا تحية حيونا نحييكم ونحو ذلك. أما هذا الشعر الذي يكون بين اثنين، ويكون فيه تلحين وفيه تمايل وفيه ترقيق وفيه أيضا وصف للخدود ووصف للقدود ووصف للاتصال ووصف لفعل الواقعة؛ الجماع ونحو ذلك -نرى أن هذا حرام. وكذلك أيضا إذا كان فيه هجاء وسباب وتنقص من بعضهم لبعض، ومدح لمن ليس بأهل للمدح؛ فمثل هذا أيضا نرى أنه غير جائز.
س: يقول: ماذا أفعل؟ فأبي لا يصلي ويشرب الدخان
مصيبة كبيرة؛ يشتكي كثير من الشباب أن آباءهم بهذه الحال، الولد لا يقدر على أن يؤدب أباه ولا على أن ينصحه؛ وذلك لأن الأب قد يحتقر ولده أن يكلمه في شيء يفعله. نقول: عليك أن تأتي بمن ينصحه إذا كان لا يتقبل منك، وأن يحذره ويرشده ويعظه، ويبين له ما وقع فيه من الإثم سيما ترك الصلاة إذا كان تركا كليا، وكذلك أيضا تنبه جيرانك ومن حولك حتى ينصحوه ويحذروه ولو بطريق الهاتف.
كذلك أيضا يرفع إمام المسجد ومؤذن المسجد باسمه، يرفعونه إلى مراكز الهيئة بعد أن ينصحوه فيجدوا منه العناد والمخالفة وعندهم صلاحية، عند المراكز صلاحية في عقابه إذا استتيب ولكنه لم يتب -في تعذيبه وسجنه وجلده.
س: يقول: زوجتي تكذب عليّ وتخالف أمري كثيرا، وقد أقسمت لي مرارا أنها لن تكذب عليّ، لكنها ترجع إلى سالف أمرها وآمرها بعدم فعل أشياء وتفعلها خفية؛ فما الحل معها؟ أطلقها علما بأني قد طلقتها مرة من قبل؟
عليك أن تعاود نصحها إذا كان ذلك الكذب ليس فيه ضرر؛ يعني ضرر عليها في دينها ولا في شرفها ولا في عفتها؛ فقد يكون لمصلحة؛ أعني إذا كان لتهدئة الأمور؛ لأنه ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص في الكذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها ؛ يعني إذا كان يكذب عليها لأجل تهدئة الأمور أو كذلك هي. وبكل حال إذا كان هذا الكذب وهذا الحلف أنه يترتب عليه مفاسد فلا بد من تأديبها على ذلك.
س: يقول: لدي عهدة مالية، فهل يجوز لي أن آخذ منها مبلغا قليلا وأرجعه خلال يوم أو يومين، والعهدة تابعة لدائرة حكومية؟
يجوز إذا كنت واثقا بأنك تردها قبل أن يحتاج إليها في تلك الجهة.
س: يقول: بعض شباب القرآن يتأخرون عن حضور حلقات القرآن، فما نصيحتكم لشباب حلقات التحفيظ؟
المسئول هو المدرس وكذلك الموجه والمواظبون من الذين يقومون على تلك الحلقات، يحددون ذلك الطالب وينصحونه ثم كذلك أيضا يتصلون بوالده؛ فيسألونه عن سبب التأخر، وكذلك أيضا يحثون الآباء على متابعة الأولاد؛ لعلهم بذلك ينتبهون.
س: يقول: ما حكم لبس البنطال للرجال والنساء؟
لا شك أن ظهور الرجل أمام الناس في الأسواق وعليه هذا اللباس الذي يبين حجم أعضائه؛ أن ذلك مكروه؛ وذلك لأنه شبه عري حيث يجسد فخديه ويجسد إليتيه ويجسد عورته ويجسد بطنه وظهره؛ فننصح الرجل ألا يظهر بذلك، أما لبسه ببيته أمام زوجته فلا حرج. كذلك أيضا المرأة لا يجوز لها لبس هذا البنطال أمام النساء ولا أمام المحارم. يجوز إذا لم يكن عندها إلا زوجها فقط؛ فلعل ذلك مما يتساهل فيه.
س: هذا سائل يقول: إذا ظلم إنسان إنسانا آخر إما بضربه أو بغيبته، ثم مات المظلوم، فماذا على الظالم تجاه ذلك المظلوم؟ أو ما هي الكفارة؟
إن كانت مظلمة مالية؛ فلا بد أن يردها إلى أهله وإلى ورثته؛ بأن انتهب منه مالا أو جحده أمانة أو عارية أو ما أشبه ذلك، لا تبرأ ذمته إلا أن يردها إلى ورثته. وأما إن كان غيبة أو كان ضربا بأن جرحه أو ضربه أو ما أشبه ذلك؛ فإذا كان فيها مقدر؛ أعني جرحه أو قطع منه إصبعا أو أنملة أو نحو ذلك فهذه لها دية يدفعها أيضا إلى ورثته. وإن لم يكن فيها مقدر كصفع أو ضرب باليد أو نحو ذلك فعليه أن يتوب، وعليه أن يستغفر لذلك الميت ويدعو له ويكثر من الاستغفار ومن الأعمال الصالحة.
س: يقول: ما حكم لبس الدبلة أي الخاتم للزوجين أو ما يسمى بدبلة الخطوبة ؟
لا يجوز بالنسبة للرجل إلا إذا احتاج إلى خاتم من فضة يكتب عليه اسمه يختم به، فأما هذه الدبلة فنرى أنها تشبه بالنساء سيما إذا كانت من الذهب؛ فإنها محرمة على الرجال. بالنسبة للنساء يجوز للمرأة لبس الخواتيم من ذهب أو من فضة.
س: يقول: أنا شاب قد من الله عليّ بالهداية، وقد من الله عليّ بحفظ ستة أجزاء من كتابه، ولكن أرغب في طلب الحديث، فما هي الطريقة لذلك؟
نقول: هنيئا لك هذا الحفظ وهذا الاهتمام، ونوصيك بأن تواصل حفظ القرآن فإنه رأس المال، ومع ذلك إذا كان عندك زيادة وقت فتطلب العلم وتحفظ ما تستطيعه؛ فتحفظ ما تيسر من الأحاديث كخمسين الحديث التي شرحها ابن رجب في جامع العلوم والحكم، وكذلك عمدة الأحكام وغيرها من الأحاديث. وهكذا أيضا المتون كمتن كتاب التوحيد، ومتن العقيدة الواسطية؛ تحفظها وتحرص أيضا على سماع شروحها حتى تستفيد منها وتفيد.
س: يقول: رجل اشترى بيتا عن طريق الربا وباعه ثم عمل بهذا المال في التجارة؛ فكسب في تجارته ولكن رأس ماله من هذا البيت الذي قام بشرائه بالربا؛ فكيف يطهر ماله؟
البيوت ليس فيها ربا، يجوز أن تبيع بيتا ببيتين كما يجوز أن تبيع سيارة بسيارتين؛ لأنه ليس فيها ربا. الربا في المكيلات والموزونات وما أشبهها يعني ربا الفضل. لكن يكون الربا فيما إذا قال: بعني هذا البيت مثلا بخمسمائة وهو يساوي أربعمائة.
وإذا تأخرت قسطا فإنك تزيد عليّ أو يقوله البائع، فكلما تأخرت قسطًا زاد عليك البائع إلى أن صار بستمائة أو بسبعمائة؛ فهذه الزيادة هي التي تسمى ربا؛ ومع ذلك فإن التوبة تمحو الذنب؛ الله تعالى يقول: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ؛ فما سلف وما أخذته من هذا الربا يعفو الله تعالى عنه.
س: لعله من باب الأخذ من البنوك الربوية ومساعدتهم في بيع وشراء العقارات عن طريق البنك.
يجوز، يجوز شراء البيوت والسيارات عن طريق البنك إذا كان الثمن محددا، والبنك يملك تلك السيارة أو يملك ذلك العقار؛ كما يجوز شراؤه من الكفار ونحوهم، لكن لا بد أن يكون مملوكا للبائع سواء أن كان مؤمنا أو كافرا.
س: يقول: قد بدأت في الاستقامة قبل قرابة عامين، وأحس نفسي قد فترت عن العبادة والقربة؛ وهذا يسبب لي ضيقا وهما؛ فما هي أفضل الطرق للاستقامة على الدين والثبات على الهداية ؟
عليك بكثرة دعاء الله تعالى، وعليك بالاستغفار عما كان عليك من خلل أو نقص، وكذلك أيضا ننصحك بأن تمرن نفسك على الأعمال الصالحة وأن تدربها حتى تحب الصلاة وحتى تحب التهجد وتحب القراءة والذكر، وتحب طلب العلم ومجالسة الصالحين وما أشبه ذلك؛ وبذلك تتغلب على ما تجده في نفسك.
س: يقول: ما حكم قضاء الفوائت من النوافل كالرواتب وغيرها؟
سنة. هي سنة؛ مثلا إذا فاتتك راتبة الظهر سنة أن تقضيها بين الظهر والعصر، أو مثلا لم تتمكن من صلاة ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وصليتها في الساعة الثانية أو الثالثة أو قبل العصر؛ فإن ذلك خير ولا تصليها بعد العصر، تصليها إذا فاتتك ولم تتمكن صليتها بالليل مثلا، وهكذا لو فاتتك سنة المغرب أو سنة العشاء صليتها في الساعة العاشرة ليلا؛ فإن ذلك فيه خير.
س: يقول: هل مدينة جدة دون الميقات أو أن ميقات أهل جدة من الحل ؟
أهل الجدة ميقاتهم من بيوتهم. إذا أرادوا أن يعتمروا أو أن يحجوا يحرمون من أماكنهم، كل يحرم من بيته؛ ذلك لأنها دون الميقات. الميقات لأهل الشام وأهل الجهة الشمالية ميقاتهم الجحفة التي هي قريب من رابغ فإذا أرادوا أن يحرموا أحرموا من أماكنهم؛ كأهل بحرة مثلا، وأما أهل مكة فإنهم إذا أرادوا أن يحرموا بالعمرة يخرجون إلى أدنى الحل
س: يقول: هل يجوز أن أذهب بأسرتي إلى أحد الأعراس، وأنا أعلم يقينا أن في الأعراس أو في هذا العرس غناء؟
يجوز ذلك إذا كنت تقدر على أنك تخفف من هذا المنكر وتنصحهم، أو كانوا أقارب مثلا ويلزمون عليك، وإذا تأخرت عنهم فإنهم يحقدون عليك؛ فعليك أن تحضر وتخفف من ذلك. وهكذا أيضا امرأتك تنصحهم مثلا أو تنفرد إذا بدأ ذلك الغناء سيما إذا كان فيه تشبيب أو فيه تمايل أو فيه تهييج وشيء من المنكر نعم.
س: يقول: من جاء إلى عمل في جدة من الرياض وحدثته نفسه بالعمرة، ولكن قال: بعد أن أنهي عملي في جدة أقوم بعد ذلك بالإحرام من جدة ثم يأتي بالعمرة؟
في هذه الحال يرجع إلى الميقات. إذا أراد أن يحرم رجع إلى الميقات، إذا كان من أهل الرياض أدنى ميقات أسهل له أن يذهب إلى رابغ أو إلى قرن المنازل أو إلى يلملم ؛ أية ميقات يرجع إليه.
س: وإن لم يصطحب النية يا شيخ من الأول؟
أما إذا لم تخطر العمرة بباله ولم ينوها إلا بعد ما صار في جدة فيحرم من جدة
س: يقول: إنني لم أزل الحدث الأصغر، أو اكتشفت أنني لم أزل الحدث الأصغر وكان ذلك وأنا في الركعة الثانية، فواصلت صلاتي؛ هل علي شيء؟
كأنه يقول: إنه أزال الحدث الأكبر؛ بمعني أنه كان عليه جنابة؛ الجنابة توجب الغسل، وعليه حدث كبول يوجب الوضوء، ولكنه اغتسل ولم يتوضأ. في هذه الحال نرى أنه يرتفع إذا كان قد رتب أنه يرتفع الحدثان، وأما إذا كان عليه حدث أصغر وليس عليه أكبر وصلى وهو غير متوضئ؛ فلا بد أن يعيد.
س: ما حكم من ذهب إلى الجهاد بدون إذن الوالدين؟
آثم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ففيهما فجاهد ولكن عليهما إذا رأيا منه شدة الرغبة وشدة الإقبال أن يأذنا له.
س: يقول: أنا أحتسب عند كل صدقة أتصدق بها ليكون ربعها لوالدي وربع لوالدتي وربع لي وربع لزوجتي، فهل هذا التصرف فيه شيء مخالف للشرع؟
لا حرج في ذلك. إذا أشركت معك في هذه الصدقة أحد أقاربك فلك أجر ولهم أجر.
س: يقول: إني أعاهد الله على أن أترك بعض المعاصي، ولكن الشيطان يضلني ويردني وأعود إلى ذلك الذنب، ثم أعاهد الله مرة أخرى ولم أستطع؛ فماذا عليّ؟ هل عليّ كفارة؟ أم ماذا؟
عليك التوبة. التوبة الصادقة وعدم العودة إلى هذه المعاصي، وعليك فعل الأسباب التي تساعدك على تركها؛ فإذا كانت مثلا هذه المعصية؛ أكثر ما يبتلى كثير من الشباب بالعادة السرية بحيث إنه يتعهد ألا يعود ثم يعود إليها؛ فينصح بأن يتزوج حتى يعف نفسه، ولا يعود إلى هذا الاستمناء ونحوه. وإذا كانت مثلا سماع الغناء؛ فعليه أن يتوب ويستبدلها بسماع القرآن، وإذا كانت مثلا فعل الزنا فعليه أن يتوب ويعف نفسه بالحلال، وإذا كانت هذه المعصية مثلا شرب الخمر؛ فعليه أن يقلع ويبتعد عن جلسائه الذين يزينون له هذا المسكر ونحوه؛ وبذلك يحمي نفسه.
س: فتاة بصحبة أهلها قد أتاها العذر، وكانوا قد جاءوا إلى الميقات فأحرموا جميعا ثم نزلوا إلى مكة وطافوا وسعوا ولم تخبرهم، فماذا عليها؟ أو عليهم؟
لا يجزئها الطواف ولا السعي لأن السعي مرتبط بالطواف؛ فإذا طهرت يرجعون بها. نقول: هي باقية على إحرامها، عليهم أن يرجع بها أحدهم حتى تطوف بعد طهرها وتسعى وتقصر. وإذا كانت قد فعلت شيئا من المحظورات كأن قصرت وتطيبت وقلمت الأظفار؛ فلا بد أن تفدي.
قص الشعر فيه صيام ثلاثة أيام وتقليم الأظفار فيه صيام ثلاثة أيام، والطيب فيه صيام ثلاثة أيام؛ أي تصوم تسعة أيام أو تتصدق بتسعة آصع على مساكين الحرم مع إكمال عمرتها.
س: يقول: ما هي الأمور المعينة على القيام؛ أي قيام الليل؟ وجزاكم الله خيرا؟
يحتاج قيام الليل إلى نية قوية، ويحتاج أيضا إلى همة وعزيمة من المسلم. كذلك أيضا يحتاج إلى تمرن واعتياد؛ أن يمرن نفسه عليه ويعتاد ذلك حتى يستعد له وحتى يسهل عليه، ويحتاج إلى أن يأتي بالأسباب كأن ينام مبكرا ويجعل عنده مثلا ساعة منبهة وما أشبه ذلك.
س: يقول: أرجو منكم تعريفي بمنهج الصوفية حتى أجتنبه، وجزاكم الله خيرا
الصوفية الموجودون الآن هم الذين يغلون في أوليائهم؛ بحيث إن الولي عندهم يكون مطاعا ويكون مقدسا، بحيث إنه يعظم وربما إذا مات يعبدونه ويذبحون له وينذرون له، هذا من عقائدهم.
وأما من أعمالهم ما يسمى بالسماع، وهو أنهم يجتمعون ويطربون ويغنون ويرقصون؛ وكأنهم في حفل أو نحو ذلك. ومن علاماتهم أو من بدعهم أنهم يجتمعون حلقة ويتكلم واحد منهم بشطر بيت شعر ثم يرددونه كلهم، ويتمايلون بأعناقهم من باب الطرب أو من باب الاعتياد لذلك. ومن علاماتهم أن ذكرهم يكون مختطفا يقولون، أو رؤسائهم يقولون: لا إله إلا الله ذكر العامة، والله الله ذكر الخاصة، وهو هو هو ذكر خاصة الخاصة.
ويوجدون يتكلمون بهذه الكلمة هو هو هذه أيضا من أذكارهم، فهذه أشهر ما يتميزون به. ثم يجرهم ذلك إلى الشرك الذي هو دعوة أوليائهم مع الله، فيقعون في الشرك وإلى تعظيم أوليائهم حتى يبيحون لهم المحرمات؛ يبيحون للولي الكبير عندهم أنه يفعل المحرمات ولا حرج عليه؛ بحيث إنهم إذا أرادوا أنه يشرط عليهم أن من أرادت أن تتزوج يدخلونها عليه قبل أن تدخل على زوجها ويطؤها وهكذا؛ فيتجنب هذه الأخلاق، وهي ليست موجودة عند الجميع كلهم، ولكن عند هؤلاء بعض وعند هؤلاء بعض.
س: يقول: والدتي قامت بدفع ثلاجة لتنظيف ما وراءها وهي حامل في الشهر الرابع، فكان ذلك سببا في إسقاط الجنين، فهل عليها الكفارة لذلك؟
نرى أنه لا حرج عليها ولا كفارة؛ لأنها لم تظن هذا ولم يكن ببالها أن هذا الحمل يسبب الإسقاط؛ فلا حرج عليها.
س: يقول: أنا مقصر في أمور منها: إعفاء اللحية وتقصير الثوب وبعض من الطاعات؛ فما توجيهكم لي ولأمثالي؟ جزاكم الله خيرا
عود نفسك على الطاعة ومرن نفسك على العبادة؛ حتى تسهل عليك. حلق اللحية أو تقصيرها ليس فيه منفعة، وليس هناك مثلا من يضطرك ويلجئك ويقول: احلق لحيتك وإذا أعفيت لحيتك فليست اللحية ثقيلة، ليست تعجز عن حملها؛ إنها شعر خفيف يزين الوجه ويجمله؛ فعود نفسك على أن تعفي لحيتك ولو عابك من عابك، ولو أنكروا عليك وقالوا: إنك وإنك.
كذلك أيضا ليس هناك ما يدفعك على أن ترخي ثوبك حتى يكون أسفل من الكعبين، ارفع ثوبك وعود نفسك على رفعه إلى أن يكون إلى مستدق الساق؛ إلى نهاية الكعب، وهكذا أيضا بقية المعاصي التي تقع فيها احم نفسك عنها شيئا فشيئا وبذلك يعينك الله.
س: يقول: ما معنى قول الله جل وعلا: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وهل رؤية المؤمنين للأعمال تعد من الرياء بالنسبة للعامل؟
المراد أنكم إذا قمتم بهذه الأعمال فأعمال القلب يراها الله تعالى ويطلع عليها ويحاسب عليها، وكذلك أعمال البدن وأقوال اللسان. الرسول صلى الله عليه وسلم يرى من أعمال أمته في حياته وبعد موته ما يطلعه الله عليه؛ بحيث إنها تعرض عليه أعمال أمته بعد موته.
وأما المؤمنون فقيل إن هذه الرؤية في الدنيا، بمعنى أنهم يرون ذلك ويشهدون له ومن شهدوا له بخير فإنه من أهل الخير؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنتم شهداء الله في الأرض .
وكذلك أيضا قد تكون الرؤية في الآخرة بمعنى أنه إذا كان في الآخرة ظهر هذا السعيد الذي عمل أعمالا صالحة فيؤتى كتابه بيمينه وكل من لقيه يقول: هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ؛ فهذا من رؤية المؤمنين، ولا تكون رياء إذا كان قلبه صافيا وعمله خالصا.
وفي الختام نسأل الله عز وجل أن يكتب الأجر والمثوبة لفضيلة سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين على ما قدم ، ونسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .