الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
قوادح في العقيدة
8481 مشاهدة
الطعن في الصحابة

وهكذا أيضا لا شك أن من القوادح في العقيدة: القوادح في نقلتها، نقلة العقيدة، ونقلة الشريعة من هم؟ هم صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم الواسطة بيننا وبين الله، بأي شيء، من أي طريق أتانا هذا القرآن؟! ومن أي طريق عرفنا هذه الأحاديث؟! ومن أي واسطة عرفنا هذه الأحكام؟ والحلال والحرام إلا بواسطة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن قدح فيهم وعابهم فقد عاب الدين، وقدح في الإسلام كله؛ فإنه جاء بواسطة هؤلاء، من أين عرفنا أن الله تعالى أرسل هذا الرسول؟! إلا بواسطة الصحابة، هم الذين قالوا: إن الله تعالى أرسله، وأنه أجرى على يديه هذه المعجزات وهذه البراهين ونحوها، فمن قدح في الصحابة فقد قدح في النبي -صلى الله عليه وسلم -.