لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
كلمة في الهيئة
3995 مشاهدة
واجب الآباء نحو أبنائهم

ولا شك إن شاء الله أن الإخوة قائمون على هذا الأمر بما يقدرون عليه والمنكرات عندهم أيضا قد تكون أخف من غيرهم وكذلك أيضا إذا كان السكان والمواطنون كلهم من القبائل المعروفة الذين يحافظون على شرفهم ويحافظون على سمعتهم ويحفظون أنفسهم من الآثام والمحرمات ويحفظون أولادهم ويأخذون على أيديهم عن السفه وعن خلطاء السوء، وكذلك أيضا ينزهون بيوتهم عن الدشوش وعن أجهزة الغناء وعن الأفلام الخليعة وعن الصور الفاتنة.
وهكذا أيضا يتفقدون أولادهم عن جلساء السوء الذين يفسدونهم ويوقعونهم في المحرمات في شرب الدخان أو في شرب الخمور أو في تعاطي الحبوب المخدرة أو ما أشبه ذلك أو في سماع الأغاني الفاتنة وما أشبهها أو في فعل الفواحش من اللواط ومن الزنا ومن مقدمات ذلك وكذلك يأخذون على أيدي نسائهم يحفظونهن من التجول في الأماكن المشتبهة، ومن السفور وإبداء الزينة والاختلاط بينهن وبين من يفتنهن.
وكذلك يحافظون على جيرانهم يأمرونهم بالصلاة جماعة، وينصحون من يتأخر منهم ممن كلف وبلغ حد التكليف وما أشبه ذلك، ولعلهم إذا قاموا بذلك أن يكونوا من الناجين الذين ينجيهم الله تعالى ويوفقهم ويسددهم ولا تعمهم العقوبة بقسوة القلوب ولا بالفتن ظاهرة أو باطنة، هذا هو ما نحب أن نتواصى به.