الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
لقاء مع الشيخ بمكتب الجاليات
4043 مشاهدة
الدعوة في القرآن

الدعوة إلى الله –تعالى- هي وظيفة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووظيفة أتباعه، والدليل قول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي المعنى: أدعو إلى الله على بصيرة، ويدعو أتباعي إلى الله على بصيرة، فاشترط في الدعوة أن يكون الداعي متبصرا، أي: بصيرا بما يدعو إليه.
كلمة الدعوة إلى الله تطلق على أن المراد بها الدعوة إلى معرفته، والدعوة إلى دينه، وشرعه، والدعوة إلى رضاه، وإلى طاعته في هذه الآية أَدْعُو إِلَى اللَّهِ وكذلك في قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ أي: إلى دينه، وشرعه، وإلى طاعته، وعبادته، وتوحيده.
كذلك في آية أخرى الدعوة إلى الخير ، وهي قوله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يعني فرقة، وطائفة يدعون إلى الخير، الخير هو الإسلام والتوحيد، ويدخل فيه معرفة الله –تعالى- وعبادته، وطاعته. ويدخل في فعل الخير ترك الشر، أي: يدعون إلى فعل الخيرات، وإلى ترك الشرور.
وأعظم الخيرات التوحيد، وأعظم الشرور الشرك والكفر، فالدعوة إلى تركها دعوة إلى الخير، فمن دعا إلى التوحيد فقد دعا إلى ترك الشرك، ومن دعا إلى ترك الشرك فقد دعا إلى التوحيد، وكل ذلك داخل في الخير يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ .
كذلك -أيضا- في آية أخرى عبر بالدعوة إلى سبيل الله ، وهي قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ففي هذه الآيات الدعوة إلى الله، والدعوة إلى سبيله، والدعوة إلى الخير.
وأن الداعي لا بد أن يكون على بصيرة، وأن الدعوة تكون بالأسلوب الذي ذكره الله، بالحكمة أولا، أي: بكلام لين ليس فيه جفاء، وبكلام محكم ليس فيه خطأ، ثم بالموعظة التي هي التذكير، والتخويف، ثم بالمجادلة، المجادلة بالتي هي أحسن، وهي المناصحة، وبيان الجواب عن الشبهات، وعن الأخطاء التي يقعون فيها، وكيف يتخلصون منها، والجواب عما لديهم من الشكوك، ونحوها جوابا مبسطا، سهلا، يفهمونه بدون تعقيد، هذه هي أدلة الدعوة.