إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
محاضرة بعنوان توجيهات للأسرة المسلمة
8295 مشاهدة print word pdf
line-top
تربية الأبناء على الصلاة

كذلك من العناية والإصلاح: تربيتهم على الصلاة؛ امتثالا لأمر الله، قال الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا كان عمر -رضي الله عنه- يوقظ أهله ولو كانوا صغارا يوقظهم للصلاة آخر الليل، يقرأ هذه الآية: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ولا شك أن هذا دليل على أن الصحابة حريصون على أن يمتثلوا أمر الله تعالى في هذه الآية.
وكذلك ذكر الله عن نبيه إسماعيل فقال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا مدح له حيث إنه من أنبياء الله, ذكر من عنايته بأولاده أنه يأمرهم بالصلاة والزكاة, وأنه بذلك رضي الله عنه, وكان عند ربه مرضيا.
وكذلك أي جاء في الحديث قول النبي- صلى الله عليه وسلم- مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر أولادكم يعني: ذرياتكم ذكورا وإناثا. مروهم: أمر تعليم, وأمر تأديب. بالصلاة لسبع: إذا تم له سبع فإنك تأخذ بيده إلى المسجد, وتعلمه الصلاة وآدابها, وتعلمه شروطها وأركانها؛ حتى يحبها ويألفها وهو صغير, فبذلك ينشأ يحب العبادة؛ فإن من أحب الصلاة أحب غيرها من سائر العبادات.
وإذا بلغ عشر سنين فقد قارب البلوغ, فيضرب عليها ضرب تأديب, ويزجر عن تركها, ويعلم أيضا الطهارة, وما يفسد الطهارة, وما يفسد الصلاة, ويؤكد عليه في أمرها، لا شك أن هذا تأديب من النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته؛ حتى يصلح أولادهم، وحتى ينشئوا نشأة حسنة.

line-bottom