القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
محاضرة بعنوان توجيهات للأسرة المسلمة
6992 مشاهدة print word pdf
line-top
نصح الأبناء بمصاحبة الأخيار

كذلك من أسباب صلاحهم: تفقد جلسائهم، فإن المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل لا شك أنك إذا سألته: من يجالسك يا ولدي؟ ومن يذهب معك؟ ومن تلعب معه وتقضي وقتك معه؟ فإذا ذكر لك نخبة صالحين فرحت, وشجعته، وسألته: ماذا يستفيد أحدكم من الآخر؟ فإذا قال: نجلس في بيت أحدنا, ونقرأ في الكتب, ونقرأ في الرسائل, وفي الكتب النافعة؛ فذلك دليل على أن رفقته رفقة صالحة, وأنه من الخير الذي يستفيد منه.
كذلك من أسباب استقامة الأولاد ونحوهم: الحرص على إحضار ما ينفعهم سماعا أو قراءة, فتأتي في البيت بكتب مفيدة, أو نصائح ورسائل, وتأتي أيضا بأشرطة مفيدة إسلامية يسمعونها وتثبت في قلوبهم, ويكون لها فوائد وتأثير ظاهر عليهم، لا شك أنه إذا كان عنده وقت وسمع هذه النصيحة التي في ذلك الشريط, وسمع ورأى هذه الفوائد التي يسمعها, والتي فيها تعليم, وفيها فوائد؛ فإنه بذلك يحب الخير, وينشأ عليه نشأة صالحة.
كذلك هناك أسباب أخرى لإصلاح الناشئة من أهمها: تعليمهم العلم النافع الذي هو ميراث الأنبياء، كان الآباء غالبا قديما الأب يجلس مع أولاده بعد المغرب إلى العشاء, وكذلك في أوقات الفراغ, فيقرأ أحدهم, وفي قراءته يسأله أبوه, أو يسأله من يعرف: ما فائدة هذا؟ وماذا عرفت عن هذا العلم أو هذه الكلمة؟ أو ما أشبه ذلك فيكونون بذلك حفظوا أوقاتهم, واستفادوا فائدة دينية إسلامية, فهذا ونحوه من أسباب الصلاح, من أسباب التربية الصالحة.

line-bottom