إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
محاضرة بعنوان الشباب والفراغ
7527 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة بعنوان الشباب والفراغ

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
في هذا اللقاء المبارك مع فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين وفقه الله تعالى وسدد خطاه, وجعله سبحانه وتعالى كل ما يقدمه في موازين حسناته.
في هذا اللقاء معه في هذه المحاضرة القيمة التي بعنوان الشباب والفراغ.
أود أن أنبه قبل بداية هذه المحاضرة بالنسبة للأسئلة أن تكون الأسئلة واضحة ومفيدة، نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، والشكر له والثناء لوجهه، نحمده على ما أولى من النعم ودفع من النقم، ونشهد أن لا إله إلا الله ولا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ونشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى من سار على نهجه وطريقته دائما وأبدا.
السلام عليكم أيها الأخوة ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
في هذه الكلمة أرجو أن أتكلم معكم في بعض النقاط التي حول هذا الموضوع، وأعترف بأني لا أستطيع أن أوفيه حقه.
أولا: لتوسعه وكثرة فروعه وضيق الوقت عن أن يتسع لذلك.
وثانيا: لأن الإطالة قد تفوت بعض المقصود، وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا.
وثالثا: لعدم الإحاطة واستحضار جميع فروع الكلام في هذا.
أولا: أهمية الوقت.
ثانيا: وجود الفراغ من كثير من الناس.
ثالثا: كيف يشغل ذلك الفراغ؟
رابعا: انتقاد بعض الأعمال التي تشغل بها الأوقات.
خامسا: الدوافع التي تدفع إلى تلك الأعمال.
فأما أهمية الوقت فالبحث فيه واسع وأهميته معلومة عند كل إنسان؛ وذلك أن وقت الإنسان وعمره هو رأس المال.
رأس مالك هو عمرك, أيامك ولياليك هي رأس المال، وإذا ضاع رأس المال ضاعت الأرباح، فإذا عرف الإنسان أن هذه الأيام هي رأس ماله حرص على أن يستغلها ويستفيد منها ولا تضيع، فإنه إذا كان كل يوم يضيع شيئا من رأس ماله الذي هو المال، إذا كان معه مال يعني: نقود أو نحوها، وأخذ يضيع بعضها ويذهب كل يوم جزءا منها لم يأمن أن تتلاشى ويبقى صفر اليدين ليس معه رأس مال.
فكذلك الوقت الذي هو ساعات وأيام وليالي، لا بد وأن يستغله ويحرص على الاستفادة منه ليكون بذلك رابحا في استغلال رأس المال.
الإنسان إذا استغل رأس ماله وأخذ ينميه وأخذ يتجر فيه بقي رأس المال وربح أرباحا يستفيد منها، وإذا جمد رأس ماله لم يأمن أن يذهب بين ساعة ويوم وشهر وسنة.
فكذلك نقول: إن رأس المال للإنسان هو أيامه ولياليه وعليه أن يستغلها, واستغلالها باستعمالها في الشيء الذي ينفعه.
ولقد احتج الله على عباده بأن مد لهم في الأعمار، يقول الله تعالى مخاطبا لأهل النار: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ يعني: أما أعطيناكم أعمارا يكون فيها متسع لأن تتذكروا وتتعظوا، فماذا عملتم في هذه الأيام وفي هذه الأعمار؟
إذا لم تعملوا فيها فإنكم خاسرون.
ولا يتسع المقام أن نستفيض في أهمية الوقت، ولكن نقول: إن عليك أيها الإنسان أن تعلم أنك محاسب على كل وقت يمضي عليك؛ لقوله في الحديث: لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ .
فانظر كيف جعل سؤالين عن العمر، عمره في أي شيء أفناه؟ شبابه في أي شيء أبلاه؟ فخص الشباب وجعل العمر زائدا عليه، فلا بد أن يسألك: في أي شيء استغللت هذه الأيام؟ وفي أي شيء أضعتها؟
فإذا أضعتها فيما يضرك فإنك لا تجد جوابا، وإذا استغللتها في الشيء الذي ينفع فإنك ستربح وتجد الثمرة موفرة، ونكتفي بهذا في أهمية الوقت.

line-bottom