الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
محاضرة بعنوان الشباب والفراغ
5523 مشاهدة
كيفية الاستفادة بالوقت

نقول بعد ذلك في البحث الثاني وهو: كيف نستغل هذه الأوقات حتى نكون بذلك حافظين لها؟
نذكر بعض الأعمال التي يكون الإنسان بها رابحا إذا حفظ عمره فيها, أو نذكر حالات الناس قبل ذلك.
أول شيء أن ترتب وقتك وتجعل لكل ساعة عملا؛ حتى تعرف كيف تعمل في هذه الساعة وفي هذا اليوم.
أنت محتاج إلى حرفة وصنعة تكتسب منها الرزق، فتجعل لها جزءا من وقتك: خمس ساعات مثلا أو ستا أو عشرا في اكتساب الرزق الحلال.
وأنت محتاج إلى أعمال تعملها لله كالصلوات ونحوها وهذه أيضا تجعل لها جزءا من وقتك, أوقات الصلاة مثلا وما قبلها وما بعدها قد تجعل لها مثلا ساعتين أو ما أشبهها من كل يوم.
بعد ذلك أنت محتاج إلى مجالسة لأهلك ولزملائك وأصدقائك، فيكفيك أن تجعل لهم مثلا ساعة أو ساعتين، ويبقى عندك اثني عشر ساعة مثلا هذه الاثني عشر ساعة إذا جعلت للنوم مثلا ست ساعات بقي عندك ست أخرى، في أي شيء تشغلها؟
ننصحك بأن تجعل لهذه الست ما تربح به، فلا بد أن هناك أمورا ذات أهمية إذا شغلت فيها بقية وقتك فإنك سوف تستفيد، وإذا أضعته فإنك ستندم.
فأولا: هناك مثلا زيارات للعلماء وللعباد، تجعل لها وقتا إما أسبوعيا وإما يوميا ساعة أو ساعتين، تستفيد منها في حياتك علما وعملا، فهذا تربحه ويكتب في سجل حسناتك.
هناك أيضا أصدقاء محبون إذا جالستهم تستفيد من مجالستهم خيرا وعلما وفقها وعملا، فإذا جعلت لأصدقائك الصالحين وقتا تستفيد منه فإنك ستربح الربح الذي تجني فائدته.
وهناك أيضا بعض من الأعمال التي تحتاج إليها فيما يقربك إلى الله سبحانه, كدعوة إلى الله بأن تتجول وتدعو إلى الله بقولك أو بفعلك، وتجعل لذلك أيضا جزءا من وقتك فبذلك تستفيد من هذا الوقت.
وهناك أيضا أعمال خاصة أنت بحاجة إليها إذا استغللت فيها ساعة أو ساعتين يوميا استفدت منها، فإذا فعلت ذلك قسمت يومك وليلتك، ولم يذهب عليك جزء من الوقت إلا في طاعة، فبذلك تحرص على حفظ الزمان دون أن يذهب منه شيء.
إذا عرف الإنسان مثل هذا استطاع -إن شاء الله- أن يحفظ وقته ويستغله في الشيء الذي يستفاد منه .